أكد تقرير للبنك الدولي أن المغرب هو ثالث أكبر قوة عسكرية في إفريقيا، بعد كل من مصر والجزائر، إذ يمتلك 251 ألف جندي و725 دبابة حربية و108 طائرة ومروحية حربية، ويبلغ حجم إنفاقه من الأسلحة من الناتج الداخلي الخام 3,3 في المائة. ووفق ما جاء في مجلة جون أفريك فإن مصر تأتي في الرتبة الأولى ب800 ألف جندي و4375 دبابة حربية و601 طائرة حربية، متبوعة بالجزائر بحوالي 325 ألف جندي، و2004 دبابة حربية و237 طائرة حربية، وتبلغ نسبة إنفاقهما على التسلح من الناتج الداخلي الخام، 2,5 و 2,9 في المائة، على التوالي . وفي تعليق له على هذه الأرقام أبرز الباحث محمد ضريف أن الخلافات السياسية وغياب التوافقات بين الجزائر والرباط يقف وراء هذه الرغبة العارمة وراء التسلح، مضيفا في تصريح لـالتجديدأن بعض الدراسات الصادرة عن مراكز للداراسات تتحدث عن التوفق الجزائري، ولكن هناك مراكز أخرى تشير إلى أن الكم الجزائري يتفوق عليه الكيف المغربي، وعلى الرغم من أن عدد الجنود المنخرطين في سلك الجندية في الجزائر هو أكبر من مثيله في المغرب، إلا أن الجيش الجزائري يتكون مما كان يعرف بالجيش الشعبي، وهو غير مكتمل التكوين، مقارنة مع الاحترافية التي يتمتع بها الجيش المغربي. وحسب ضريف، فإن انخراط البلدين في التسلح على اعتبار التحديات التي تواجهما، وفي فترات كان الكل يتحدث عن مواجهة مباشرة محتملة بين الطرفين، أو مواجهة غير مباشرة عبر ما تقوم به الجزائر من دعم وتسليح للبوليزاريو الذي ما فتئ يعلن عن نيته في اللجوء إلى استخدام السلاح بين الفينة والأخرى. وأوضح المصدر ذاته، أن هذا التنافس المغربي الجزائري على التسلح يأتي على حساب أولويات أخرى، ذلك أنه من الممكن أن تصرف هذه الإمكانيات على قضايا اجتماعية وتنموية من شأنها أن تحقق التنمية في المنطقة. ولا يمكن أن يقارن هذا التسلح بمثيله بالضفة الأخرى، حسب ضريف، الذي أكد أن ذلك يتم لاعتبارات إقليمية على مستوى المغرب العربي. وفيما يتعلق باحتلال مصر لأول قوة عسكرية في إفريقيا، اعتبر ضريف أن هذه مسألة واضحة باعتبار أنها قوة ديمغرافية بالقارة باستثناء نيجيريا، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها، إذ يشكل ذلك عاملا رادعا وضغطا على الخطر الأول المتمثل في إسرائيل. من جهته أكد سعد الركراكي أستاذ جامعي في العلاقات الدولية أن القوة هي المحددة لمكانة الدول في الوقت الراهن، وأن الدول التي لا تتوفر على القوة هي دول منتقصة السيادة، مضيفا أنه أمام الصراع الذي يوجد بين المغرب والجزائر، وشد الحبل بينهما بخصوص الصحراء، لا ينفع المغرب معه إلا التسلح، وتوفره عليه هو بمثابة ردع، وتأمين لنفسه بعدم الاعتداء عليه، ومشيرا إلى قولة: البلد الذي يتوفر على السلاح النووي هو في مأمن من استخدامه.وتوفر المغرب على ترسانة حربية قوية لا يعني أنه سيستخدمها، ولكن هو رادع لمن يريد الاعتداء عليه، حسب الركراكي الذي أضاف أن توازن القوى في المنطقة شيء مفروغ منه في المنطقة، وأن السياسة الدولية تقتضي أنه لا يمكن تصور أن توفر الدول على وزن في محيطها الجهوي إلا بتوفرها على السلاح، وعلى الرغم من أن الانفاق على التسلح يأتي على حساب مجموعة من الأمور الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن ذلك لا مفر منه، مضيفا بالقول: إنه لن تجد دولة لا تنفق على السلاح، وللأسف تكاد تكون الحرب والتسلح هي القاعدة والاستثناء هو السلم. وأشار التقرير إلى أن المراتب العشر الأولى للدول الإفريقية من حيث التسلح، تضم على التوالي كلا من مصر والجزائر والمغرب وإريتريا ونيجيريا وإثيوبيا والسودان وأنكولا وليبيا وجنوب إفريقيا.