أنهى أهالي تنكارف نايت عبدي فجر الثلاثاء 10 مارس 2009 اعتصامهم الذي دام 15 يوما أمام مقر ولاية تادلا/أزيلال. بعدما توصل محمد الدردوري والي جهة تادلا/ أزيلال إلى إقناع أهالي تنكارف الفارين من حصار الثلج والجوع على إنهاء اعتصامهم في جلسة حضرتها كل المصالح الخارجية، وقدمت فيها عروض مشاريع لفك العزلة عن المنطقة على مستوى التجهيز والصحة والتعليم والفلاحة والتنمية البشرية والطاقة الكهربائية. وقال محمد الدردوري لممثلي المعتصمين إنه يتفهم معاناة السكان، وإن اعتصامهم ما كان ليطول هذه المدة لولا تلبيسه بالسياسة، وأعطى الكلمة لرؤساء المصالح الخارجية بعد أن استمع إلى السكان، لبسط المشاريع المزمع إنجازها بجماعات بوتفردة وتيزي نسلي وناوور وأغبالة. ووعد رؤساء المصالح الأهالي المعتصمين الذين مثلهم أربعة رجال وأربعة نساء وستة أعضاء من لجنة الدعم التي أسست على خلفية الاعتصام، بالشروع في شق الطريق إلى دوارهم في غضون شهرين، كما وعدوهم أيضا ببناء قنطرة على وادي عطاش، وتغطية المنطقة بريزو الهاتف النقال، وربط منازلهم بالتيار الكهربائي، والرفع من عدد الإطعام المدرسي من 100 إلى 150 يوما. واستفادة كل التلاميذ والتلميذات بمنح الداخلية في السلك الثانوي، كما أعلنوا عن قرب إحداث مؤسسة تعليمية مندمجة. وفي السياق ذاته؛ قدمت الولاية للمعتصمين مساعدات على شكل مواد غذائية سكر شاي وزيت، ووفرت لهم شاحنتين لحمل المساعدات التي تلقوها من ساكنة بني ملال وأخرى محملة بالمواد الغذائية لفائدة 300 أسرة متضررة من الثلج، وحافلتين اثتين لنقلهم إلى دوارهم فجر الثلاثاء. وخضع المعتصمون لفحوصات طبية بالمركز الصحي لغديرة الحمراء، وقد عبرت سيدة منهن لـالتجديد أنها المرة الأولى في حياتهن يخضعن لفحص طبي والاستفادة من الدواء بالمجان. وعبر سعيد مسالكي أحد ممثلي المعتصمين في الحوار خلال اللقاء مع الوالي عن ارتياحه لقرارات الوالي شريطة الالتزام بتنفيذها حسب ما اتفق عليه، متمنيا في تصريح لـالتجديد أن تلتزم الجهات المعنية بالجدولة الزمنية المعلن عنها أمام الحضور لتفادي العودة الى الاحتجاج. وأبدى سعيد تخوفه مما قد يقدم عليه القائد والشيخ والمقدم في منطقتهم من شطط؛ انتقاما منهم على الاحتجاج، الشيء نفسه الذي حذر منه محمد بوكرين عضو لجنة دعم أهالي تنكارف، والذي طالب بإعلان منطقة القصيبة وواويزغت ضمن لائحة المناطق التي ستستفيد من جبر الضرر الجماعي حسب معايير هيئة الإنصاف والمصالحة. يذكر أن الوالي ولجنة تقنية ستزور المنطقة الإثنين المقبل للوقوف عن كثب على تطبيق ما تم الوعد به، وتلبية لرغبة السكان الذين أصروا على هذه الزيارة واعتبروها ردا للاعتبار لهم؛ للرفع من معنوياتهم والوقوف عن حجم معاناتهم أيضا.