قضى أزيد من تسعين مواطنا ومواطنة من نساء ورجال منطقة تنكارف نايت عبدي جماعة بوتفردة إقليمبني ملال ليلة الإثنين 23 فبراير 2009 في العراء أمام مقر ولاية جهة تادلا/ أزيلال. وحسب مصادر في صفوف المحتجين الذين يوجد من بينهم مرضى ورضيع ومصابين إصابات مختلفة، سواء بسبب الحصار الثلجي أو جهد المشي على الأقدام، فإن السلطات الإقليمية رفضت استقبالهم للحوار بسبب احتضانهم من قبل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال. هذا، وقد اعتمد المحتجون على مساعدات إنسانية من بعض الجمعيات والهيآت كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحركة التوحيد والإصلاح، وجماعة العدل والإحسان، والمؤتمر الوطني الاتحادي ...) تضمنت علبا من السكر والشاي والبيض والخبز وبعض الأفرشة. واتخذ المحتجون من مكان أسفل بناية الولاية التي منعوا من ولوجها معتصما لهم أوقدوا فيه النار للتدفئة وطبخ طعامهم واقتسام الشاي مع حراسهم من رجال الأمن وقوات مساعدة في كرم غير مسبوق. وكان سكان تنكارف قد خرجوا في مسيرة مشيا على الأقدام منذ يوم الجمعة، مرورا بتيفرت نايت حمزة؛ وصولا إلى تكلفت، ومنها إلى بني ملال صباح الإثنين الأخير. ولقد اجتمع ممثلون عن المحتجين مع أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ووضعوا ملفا مطلبيا للسكان توصلت التجديد بنسخة منه، طالبوا فيه بالتدخل العاجل لفك الحصار عن السكان ومدهم بالتغذية العاجلة والأغطية والألبسة والدواء، لاجتناب ما وصفوه بالموت البطيء والجماعي الذي يتهددهم. كما طالبوا السلطات بتوفير المواد العلفية لماشيتهم، وبناء قنطرة على وادي عطاش، وشق الطرق لفك العزلة عن سكان مختلف الدواوير التابعة لجماعة بوتفرة، مع توفير كاسحة ثلوج دائمة التواجد أثناء فصل الشتاء، وفي السياق ذاته، طالبوا وزارة الصحة بالتدخل العاجل لتقديم العلاجات الضرورية لمختلف الأوبئة المنتشرة والأمراض المزمنة جراء نزلات البرد الحادة، وبناء مركز صحي وتجهيزه بمختلف الأجهزة والأدوية، وكذا دار للولادة لفائدة ساكنة تينكارف لوضع حد للوفيات نتيجة الولادة في ظروف غير صحية. وجبر الضرر الجماعي للسكان عما لحقهم من خسائر مادية، والمتمثلة في التعويض عن البيوت المهدمة والمواشي التي نفقت، وعن الموسم الفلاحي الضائع، إضافة إلى بناء مدارس وفق المواصفات المتعارف عليها تقي أبناء وبنات السكان من البرد القارس والثلوج. و بناء سواقي لفلاحي المنطقة بما ينمي الزراعة المحلية، وكذا ربط المنطقة بشبكة الاتصال و فك العزلة عن دواوير المنطقة بشق الطرق وتعبيدها، وربط المنطقة بشبكة الكهرباء وتوسيعها لتشمل مختلف دواوير المنطقة.