قال الدكتور عبد الفتاح الفريسي، مدير دار القرآن الحاج البشير بالرباط، ورئيس مركز الأندلس للدراسات القرآنية، إن الاهتمام بالقراءات القرآنية هو في حقيقته اهتمام بأصل الشرع وأساسه، إذ لا يتصور فهم سليم لمعاني ومقاصد الدين بغير قراءة سليمة للنص المتعبد بتلاوته. ومن ثم فطلب علم القراءات واجب من الواجبات الكفائية على المسلمين. وأوضح الفريسي في حوار مباشر مع زوار موقع الرابطة المحمدية للعلماء الخميس الماضي 62 فبراير في موضوع القراءات القرآنية في المغرب، إن الصحوة الدينية -اليوم- في حاجة ماسة إلى اعتماد القرآن الكريم باعتباره الأصل الأصيل في بلورة خطاب ديني يقوم على الأسس الإسلامية ويستشرف المستقبل من خلالها. وفي هذا السياق بين الدكتور الفريسي أن الحكمة من نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف: هو تحقيق التيسير الذي هو أحد سمات الشريعة الإسلامية، فلغات العرب ولهجاتهم متعددة، وقد أجاز الشارع لهم أن يقرأوا القرآن تبعا لذلك، بشروط بينها العلماء. وحول واقع القراءات القرآنية في المغرب، أكد ضيف الحوار الحي أن هناك مؤشرات عديدة تجعلنا نتفاءل بمستقبل علم القراءات القرآنية في ظل هذه الصحوة الإسلامية والاهتمام بالأصول الدينية والثقافية للأمة. والحق ـ يضيف الضيف ـ أن المغرب اشتهر دائما بخدمة القرآن وعلومه، حتى شاع المثل القائل: أنزل القرآن بمكة وحفظ بالمغرب، كما أن أهل المغرب اليوم مؤتمنون على جزء من القرآن وذلك باعتمادهم على رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، والتي لا تقرأ بشكل رسمي ومتخصص إلا في هذا البلد، فينبغي التنبيه إلى وجوب المحافظة عليها والعمل على الاستمرار في تبنيها.