اعتبر الدكتور محمد خروبات أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش أن الغلو والتطرف هو مثل التقصير والإهمال وينبغي محاربتهما معا وأكد على أن أغلب المتنطعين والمغالين جاهلون لا يفهمون من الدين شيئا. ودعا خروبات الباحثين إلى الاهتمام بدراسة أسباب التطرف والوقوف عليها حتى يمكن تجاوزها والقضاء عليها، وأوضح أن الإسلام دين مسيج وكان من نتيجة هذا التسييج صيانة القول والعمل في الإسلام. جاء ذلك في ندوة انعقدت يوم الأحد 27 أبريل 2008 في مسجد الحاج البشير بالرباط في إطار الأسبوع الثقافي الثاني الذي تنظمه دار القرآن الحاج البشير بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي للرباط والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية تحت شعار الوسطية والاعتدال... المرتكز والمجال. من جانبه استشهد الأستاذ محمد أصبان نائب رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط بسلسلة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ليؤكد على أن الإسلام يدعو إلى التوسط في كل أمر ديني أو دنيوي، وشدد على أن الوسطية في الإسلام تقتضي اعتبار الطاقة والوسع لأن طاقة البشر تختلف ولذلك راعى الشارع الحكيم الأعذار والضرورات وجعل لها أحكاما خاصة بها، وخلص إلى أن الأمة الإسلامية بحاجة اليوم إلى مشروع متكامل يعيد صياغة الأمة صياغة سليمة استنادا إلى الكتاب والسنة. وكان الأسبوع الثقافي الذي انطلقت فعالياته الجمعة الماضية والذي يمتد على مدى ثمانية أيام قد افتتح بمداخلة ألقاها مدير دار القرآن الحاج البشير الدكتور عبد الفتاح الفريسي دعا فيها العلماء إلى التصدي لنزعات التشدد والتطرف والغلو في الدين والتي ساهمت في تشويه صورة الإسلام، وأكد على أن مشروع التنمية البشرية الذي تراهن عليه بلادنا جدير بأن يجعل من فكر الوسطية مرتكزا ينطلق منه ومجالا زاهرا ينتعش فيه. ونبه الفريسي إلى نوع آخر من التطرف أشد وأخطر من التشدد في الدين لأنه يؤثر على كيان الأمة ووحدتها، ويعني به التطرف ضد الدين، فالاعتدال بحسبه لا يعني التنكر لعقيدتنا ولا يعني الابتعاد عن الثوابت الدينية ولكن الاعتدال هو أن نفهم شرع الله على أساس العلم والمعرفة. هذا وقد تم على هامش حفل الافتتاح تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي لدار القرآن وعرض شريط وثائقي عن منجزات المؤسسة وبرنامجها الثقافي بحضور والي جهة الرباط ورئيس مجلس الجهة ورئيس المجلس العلمي المحلي وممثل الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى وعدد من العلماء والأساتذة الباحثين.