استقبل قاطنو المنازل الآيلة للسقوط بأسفي أخيرا كاتب الدولة عبد السلام المصباحي المكلف بالتنمية الترابية بالأعلام المغربية، ولافتة كتب عليها يا وزير التعمير هل تظننا مقابر لتهدم البيوت على رؤوسنا. ورددت العشرات من قبل المتظاهرين أمام مقر ولاية جهة دكالة عبدة، حيث كان المصباحي نيابة عن وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية يلقي كلمته على مسامع أعضاء المجلس الإداري للوكالة الحضرية في دورته السابعة، رددوا شعارات يا والي يا مسؤول هذ شي ماشي معقول، هذا عار هذا عار، المدينة في خطر، في الانتخابات بغيتنا وفي السكن نسيتنا. وعلق بعض المتتبعين أن ذلك أحسن جواب؛ على اعتبار أسفي مثلت أولى إنجازات الحكومة في ما يخص البرنامج الوطني لمدن بدون صفيح الذي وضعته الحكومة في .2004 يذكر أنه من ضمن 35 رئيس جماعة قروية وحضرية بإقليم أسفي أعضاء بالمجلس الإداري للوكالة الحضرية لم يحضر إلا ثلاثة رؤساء فقط. وفي حديثه لـالتجديد قال شاب يسكن حي تراب الصيني إنه بعد عدة وقفات احتجاجية أمام الولاية وداخل الحي؛ بعدما قطعوا علينا الماء والكهرباء بأموني، واستدعونا للحوار طلبنا منهم زيارة ميدانية للبيوت المنهارة التي نسكنها. ويضيف زارتنا لجنة مثلت السلطة المحلية والوكالة الحضرية والعمران والجماعة الحضرية فهالهم ما شاهدوه من دمار داخل 60 منزلا، ولم يستطيعوا إتمام زيارتهم إلى باقي المنازل. واقترحوا علينا الانتقال إلى وحدات سكنية سبق أن خصصت للبنايات العشوائية الموجودة بما يسمى بفيلاجي أنطونيو وخوصي، تتكون كل وحدة من 27 منزلا قدرت مساحتهم ما بين 45و56 مترا مربعا رفضتهم الأكثرية منا، خاصة التي تمتلك منازل واسعة. ثم اقترحوا علينا الانتقال إلى مقر التعاونية الفلاحية الذي سبق أن بيع لأحد المقاولين. لكننا لن نغادر بيوتنا قبل أن نعوض بأخرى يقول محدثنا. وتساءل أحد الشيوخ يقطن بالحي نفسه، كيف تستدعي السلطة المحلية بعد من رحلوا إلى مدينة أكادير لتعوضهم، في حين تتجاهلنا بالرغم من أننا ننتمي إلى المجموعة التي خضعت لإحصاء .1999 أما (خ ـ م) فلم تعد له رغبة في أي تعويض بعد أن مات ابنه بسبب الحساسية التي يعاني منها أطفال حي أموني المطل على البحر. قصص المعاناة مع انهيار المنازل ومع السلطة المحلية بأسفي متنوعة كما يحكيها أصحابها لـالتجديد، فكبور الفرزي يعمل كسال بأحد الحمامات، يسكن رفقة زوجته المريضة وأبنائه الثلاثة منزلا قريبا من السكة الحديدية. يقول كلما مر القطار إلا وفزع الأبناء وتطاير التراب على رؤوسنا وعلى أواني البيت فأقول لزوجتي مازحا: ربما نسقط فوقه لينقلنا إلى بنكرير. وأضاف: بصعوبة كبيرة وتدخلات واسعة تم إحصاؤنا. لقد راسلت الولاية والمجلس البلدي وديوان المظالم وكل الجهات المعنية ولازلت أعيش الرعب داخل منزل سقطه أكثره . السعدية الشريحة من موالي د1948 زارت التجديد منزلها بدرب المزوقة حيث تعيش مع ابنتها وطفليها، وعاينت سقوط أسقف بيوته. تقول السعدية وهي تجفف دموعها، حياتي مكرفسة بهذا المنزل الذي سكنت به 37 سنة مع والدي الله يرحمه، مريضة وما في حاليش، لقد سقط الحجر على ظهر ابنتي حينما انهار السقف، النطفي تمتلئ بالماء فيستدعي المحسنون رجال المطافئ ليس لنا الواد الحار. مات صاحب المنزل وغادر الجيران، ولم نستفد من الإحصاء الذي قامت به السلطة. معرافتش علاش ربما لأنني هجالة وليس لي من يتكلم عني. مطلب السعدية التي تبيع الفانيد والباسطا أما المدارس بيتا تحمي به أبناء بنتها من الطوبة التي قالت إنها اكلت لي حوايجي وأخشى أن تأكل أبنائي.