أطلقت حركة التوحيد والإصلاح مبادرة وطنية حول الأخوة، وذلك تحت شعار كونوا عباد الله إخوانا، إسهاما منها في إشاعة نفس التزكية والاستقامة في صفوف أبناء الحركة ومتعاطفيها، وإحياء لهذه المعاني بين الناس، وتنزيلا لبرنامجها السنوي لإشاعة بعض القيم الإيجابية في المجتمع المغربي. واعتبارا لنعمة الأخوة التي امتن الله بها على عباده المؤمنين، واعتمادها من قبل خاتم المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي جعل الأخوة بين المؤمنين أساسا أوليا سبق جميع قراراته الاستراتيجية؛ بما في ذلك بناء الدولة ومؤسساتها والمجتمع وأركانه، وذلك لعلمه عليه السلام بأهمية اللحمة القلبية بين المؤمنين في أي مشروع وعليه تتأسس باقي خطواته. وانطلاقا من هذه المعاني نصت حركة التوحيد والإصلاح في ميثاقها على أن درجة الأخوة والمحبة تزداد كلما ازدادت أسبابها وتعددت موجباتها ... وحين تجمعنا علاقات الدعوة إلى الله والعمل بالإسلام والتعاون عليه، فإن ذلك يكون مدعاة لمزيد من حقوق الأخوة ومقتضياتها. لذلك وجب أن يسود بيننا الصدق والنصح والصفاء والوضوح والثقة وحسن الظن، مع التنزه عن أضداد هذه الخصال من سوء ظن أو غل أو نجوى أو تشكيك أو اتهام بغير حق ودون تبين وتيقن. وكل هذا ثابت ولازم في حق جميع المسلمين، فكيف بمن تجمعهم روابط إضافية، ويتعاونون على فريضة عظمى ورسالة عليا تستوجب صفا مرصوصا وبناء متلاحما متينا. ويذكر أن هذه المبادرة الوطنية حملة الأخوة تهدف إلى إشاعة قيمة التآخي والتآلف بين أعضاء الحركة وتمتين علاقات المحبة بينهم؛ وتجديد الروابط الأخوية وتقويتها وصيانتها مما يضعفها؛ ثم إشاعة قيم الصلح والتغافر والمبادرة بالعفو، وجعلت من وسائلها تفقد الإخوة الغائبين والبحث عن ظروف غيابهم والسؤال عنهم؛ وأيضا تبادل الزيارات بين الإخوة والأسر والمجالس التربية؛ وتقوية المحبة بالهدية تهادوا تحابوا؛ ثم المبادرة إلى التغافر وتفعيل النصح والصلح بين المتخاصمين والمتنازعين.