صدر حديثا العدد الأول من مجلة أطياف مغربية، وهي مجلة شاملة مستقلة تصدر مؤقتا مرة كل شهرين، وقد جاء غنيا بالمواد الجديرة بالعناية والاهتمام؛ الأمر الذي سيلمسه القارئ الكريم عند تصفحه لمضامين الملف الرئيس الذي تناول نضال مائة عام من أجل دستور الوئام بين الشعب والحكام ، وذلك بمناسبة الذكرى المائوية لطرح مشروع دستور 1908، حيث جاء مستندا إلى جملة من الوثائق التاريخية النادرة التداول؛ بدء بالبيعة المشروطة للسلطان مولاي عبد الحفيظ، ومرورا بما كتبه الزعيم علال الفاسي عن جمعية الاتحاد والترقي المغربية صاحبة المشروع، فنص مشروع دستور 1908، ثم العهد الملكي بشأن الدستور الذي قطعه على نفسه جلالة الملك محمد الخامس، فتقييم المهدي بن بركة لتجربة المجلس الوطني الاستشاري، وصولا إلى الرؤية التي حكمت جلالة الملك الحسن الثاني في إعداد الدساتير الثلاثة الأولى، إضافة إلى موقف علماء المغرب من المسألة الدستورية. واستكمالا للفائدة، فقد تم تعزيز كل ذلك ببعض الإضاءات عن الظروف التي مهدت لظهور دستور 1908، وكيف أن الاحتلال لم يضعف إيمان المغاربة بأولوية الإصلاحات السياسية والدستورية، ولماذا جاءت ولادة أول الدساتير بعد مخاض عسير؟ مع خلاصة تأملات في مسلسل التعديلات، وبحث مقتضب عن المسؤولية الدستورية في حماية الوحدة الترابية، قبل أن يتم التساؤل عما إذا كان الإشكال يتعلق بأزمة نصوص أم إخلال بالتطبيق على وجه الخصوص، مع محاولة الإجابة عن سؤال الأمل فيما يرجى من عمل. ومما ميز الملف أيضا إيراده لبعض الكلام المأثور بشأن الدستور، وانتقاؤه لعينة من الطرائف التي تعج بها حياتنا الدستورية، إضافة إلى رزنامة تاريخية لأبرز محطات مسارنا الدستوري. في الجانب الاقتصادي تم التركيز على محاولة فهم أبعاد الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها المحلية والدولية، وذلك من خلال حوار أجرته المجلة مع الخبير الاقتصادي الدكتور عمر الكتاني، وعبر شرح علمي مبسط لأزمة المال الأمريكية للأستاذ أنس بن فيصل حجي، إضافة إلى مقاربة فلسفية للموضوع بقلم المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة. أما على الصعيد الدولي فقد تضمن العدد ملفا عن الحصار الصهيوني الظالم لقطاع غزة، شمل معطيات رقمية عن الانعكاسات السلبية لقرابة سنة ونصف من الحصار على مختلف نواحي الحياة، مع بطاقات تعريف بالمعابر السبعة التي هي بمثابة شرايين الحياة بالنسبة للقطاع، وكذا البنية التحتية للحصار الظالم...،هذا فضلا عن بورتريه لأمير الشهداء.. خليل الوزير أبو جهاد. دون أن ننسى نص اتفاق الإطار الاستراتيجي لما سمي بعلاقة صداقة وتعاون بين العراق والولايات المتحدةالأمريكية، والذي هو في حقيقة الأمر صك الانتداب الأمريكي الدائم في أرض الرافدين السليبة. ثقافيا حرصت أطياف مغربية، في عددها الأول، على إحياء الذكرى المائوية لولادة الشيخ عبد الله كنون بما جسده من إشراقات نبوغ مغربي؛ مع حديث الدكتور سعيد خالد الحسن عن عبد الوهاب المسيري.. المفكر الفارس؛ وأيضا ما كتبه آية الله محمد حسين فضل الله عن : محمود درويش.. شاعر فلسطين والإنسانية؛ هذا إلى جانب قصة المخرج الأمريكي أورسون ويلس الذي حاز جائزة كان للأفلام السينمائية باسم المغرب. لنصل إلى ركن صفحات من تاريخنا الذي احتوى نص إعلان الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي عن تأسيس لجنة تحرير المغرب العربي عام 1947، وكتاب السلطان مولاي سليمان بالتحذير من اتباع أهل البدع والخرافة والنهي عن إقامة مواسم الضلالة وبناء الأضرحة المزخرفة. هكذا إذا جاء العدد الأول من مجلة أطياف مغربية، في 72 صفحة، وبثمن حدد في 10 دراهم؛ مع ارتقاب صدور العدد الموالي في مستهل شهر مارس القادم بحول الله. للتواصل مع المجلة: [email protected]