صدر حديثا في نسخة واحدة، العددان الرابع والخامس من مجلة "ألوان مغربية"، وقد جاء هذا العدد المزدوج غنيا بالمواد التي تنوعت بين مقالات تحليلية وحوارات متخصصة، وتقارير تفصيلية، فضلا عن شواهد توثيقية. وهكذا تناول الملف الرئيس موضوع استكمال وحدة المغرب الترابية من منظور شامل، حيث تضمن خبايا وأسرار تنشر لأول مرة عن التفريط في موريتانيا، والتنازل عن مناطق الصحراء الشرقية، والمخاطرة بإقليم وادي الذهب، والتطبيع مع الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية والجزر المتوسطية. جاء ذلك من خلال أرضية تحليلية تطرقت بقدر من التوسع المواضيع الآنفة الذكر وحملت كعنوان: "حتى لا نكون شركاء في مؤامرة الصمت"، وعبر حوارين مع كل من القيادي السابق في جبهة البوليساريو الأستاذ البشير الدخيل، ورئيس الهيئة الوطنية للمناطق الشرقية المغتصبة الأستاذ علي بن بريك القندوسي، هذا إلى جانب مقال للكولونيل المتقاعد محمد بغدادي حول الأسباب والآفاق المستقبلية للنزاع المغربي الجزائري بخصوص الصحراء الغربية. كما احتوى الملف على مقارنة لافتة بين الموقعين الإلكترونيين لكل من وزارة الخارجية والتعاون المغربية وجبهة البوليساريو، إلى جانب شهادات نوعية لشخصيات سياسية جزائرية وازنة تصب في مصلحة الطرح المغربي. وقد زاد من قوة وتميز هذا الملف الثري، تعزيزه بوثائق تاريخية على درجة عالية من الأهمية، فضلا عن خرائط توضيحية، وصور معبرة نادرة التداول. كما اشتمل العدد على تفرد نوعي عكسته الوثيقة الحوارية التي هي عبارة عن حوار افتراضي مع الزعيم علال الفاسي رحمه الله، بشأن تطورات ملف وحدة المغرب الترابية، وذلك عبر اللجوء إلى استنباط الإجابات من ثنايا كتابات الزعيم في الموضوع. أما حوار العدد، فقد كان ضيفه الشيخ عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وتطرق فيه إلى الأوضاع في الجزائر، والمنطقة ككل، إضافة طبعا إلى القضايا المركزية التي تهم عالمنا الإسلامي. وفي المجال الاقتصادي، قدم الأستاذ مصطفى أكوتي قراءة نقدية في الورقة الاقتصادية التي عرضت على المؤتمر الأخير لجمعية الوفاء للديمقراطية. أما على الصعيد الدولي، فقد تميز العدد بالحوار الذي أجرته المجلة مع رجل الدين المسيحي المناضل الفلسطيني الأب عطا الله حنا، إلى جانب ملف شامل عن المقاومة العراقية، بما يعنيه ذلك من حديث عن مشروعيتها وهويتها وإنجازاتها، وبطبيعة الحال ما يثار حولها من شبهات، فضلا عن حجم ونوعية حضورها في الإعلام العربي... وكما هو شأن سائر أبواب المجلة، فقد جاء بابها الثقافي ثريا بمواده كما ونوعا، وفي هذا الصدد، نذكر الحوار الدسم مع المفكر السوداني المثير للجدل الراحل أبو القاسم الحاج حمد، وهو الحوار الذي خص به "ألوان مغربية" قبيل وفاته بأسابيع معدودة، وأيضا حديث الفنان مصطفى المحمدي عن راهن السينما المغربية والمعيقات التي تحول دون انطلاقها نحو التألق والعالمية، إضافة إلى الدراسة التي أنجزها الباحث في الأدب الأمازيغي الأستاذ محمد أعماري، عن شعر الرايس الدمسيري والتي حملت عنوانا: "كاد الرايس الدمسيري أن يكون فقيها". العدد احتوى أيضا مواضيع أخرى جديرة بالقراءة والمتابعة، في ميادين مختلفة.