أفاد مصدر من الجماعة القروية الخنيشات أنه تم اعتقال حوالي 180 شخصا على خلفية أحداث الشغب التي عرفتها الجماعة يوم الثلاثاء 10 فبراير 2009، مضيفا في اتصال لـالتجديد أن المنطقة ما تزال تعرف إنزالا أمنيا مكثفا، حيث ترابض قوات التدخل السريع والقوات المساعدة أمام مقر القيادة بالخنيشات. وبالمقابل، اتهم رئيس جماعة الخنيشات جهات لم يحدد صفتها، بضلوعها في عملية تحريض سكان الدواوير المتضررة من الفيضانات التي ضربت إقليمسيدي قاسم للقيام بأعمال الشغب التي شهدتها الخنيشات أول أمس، ما دفع السكان إلى النزول إلى جماعة الخنيشات للاحتجاج الذي تحول إلى أعمال شغب، وفي السياق ذاته، أفاد الرئيس أنه وقع تضخيم في عدد المشاركين في انتفاضة أول أمس، حيث قال إن عددهم لم يتجاوز 600 شخص، مشيرا إلى أنه تم اعتقال بعض المسؤولين عن تلك الأعمال التخريبية التي طالت المقاهي ووكالات بنكية ومرافق عمومية، مخلفة أضرارا مادية، وتم تقديمهم إلى المحاكمة، ومن جهة أخرى قال المتحدث نفسه إن الوضع عاد إلى طبيعته بالمنطقة. وعلاقة بالموضوع، أعلنت وزارة الداخلية أن السلطات قررت بعد هذه الأحداث تعليق كل مساعدة غذائية على صعيد الجماعة القروية الخنيشات. وذكرت الوزارة بأنه منذ بدء الاضطرابات الجوية، استفاد سكان جماعة الخنيشات من دعم لوجيستيكي هام مكن من إجلاء وإيواء نحو 600 شخص انهارت منازلهم بشكل كامل. وفي موضوع متصل، أفاد مصدر من سيدي سليمان أن 123 منزلا انهار بالمدينة ، مضيفا في تصريح لـالتجديد أن عددا من سكان دوار العوابد احتجوا أمس أمام بلدية سيدي سليمان، على عدم توصلهم بالمساعدات منذ حلول الكارثة بدوارهم بسبب فيضان وادي بهت، وأضاف المصدر ذاته، أن مجموعة من الدواوير ما تزال تعيش الكارثة ولم تتوصل بعد بالمساعدات التي خصصتها الدولة للمتضررين كدوار موسى بن أحسين وبن النايل، وأولاد الحيرش والطويرفة والرزاكنة. وفي سياق متصل، أفاد مصدر من مدينة إيفران، أن سكان دوار تيغبولا يعيشون وضعا مأساويا منذ بدء التساقطات الثلجية الأخيرة، وأوضح في تصريح لـالتجديد أن السكان يضطرون إلى قطع مسافة تقدر بحوالي ست كيلومترات مشيا على الأقدام وسط الثلوج التي وصل علوها إلى ما يقارب متر ونصف للوصول إلى مدينة إيفران، بعدما أصبحت الدواب عاجزة عن ذلك، لجلب حاجياتهم الأساسية، مشيرا إلى أن جميع الطرق المؤدية إلى الدوار المذكور مقطوعة، وأن السلطات عجزت عن فتحها بسبب كثرة الثلوج، وضع ـ يقول المتحدث نفسه ـ إنه ألحق أضرارا بليغة برؤوس الماشية، حيث يموت ما بين 10 و12 رأسا في اليوم بسبب البرد وقلة العلف، وقد اضطر الكثيرون من سكان الدوار إلى تهريب قطعانهم إلى منطقة الغرب. وفي السياق ذاته، ما تزال الدراسة مقطوعة بالمنطقة المذكورة بسبب الثلوج التي ما تزال تغطي لمستويات كبيرة مباني الدوار. وفي موضوع ذي صلة، دخلت أسرتان منكوبتان جراء الفيضانات الأخيرة التي ضربت منطقة بوحجر بسيدي جابر إقليمبني ملال في اعتصام مفتوح أمام مقر القيادة منذ الأحد الماضي. وقال متحدثون لـالتجديد باسم الأسرتين المتضررتين (عائلة غنيم حسن المتكونة من 5 أفراد وعائلة الدقاقي محمد تتكون من 6 أشخاص من بينهم امرأة مسنة تفوق 80 سنة وأطفال صغار) أنهم يبيتون في العراء في ظروف مناخية قاسية. واستنكروا ما قالوا عنه شطط في استعمال السلطة من قبل قائد سيدي جابر وأحد أعوانه اللذان سحبا من المتضررين رخصة الإصلاح التي كانت قد سلمت لهم لترميم منازلهم التي تأثرت بشكل كبير من الفيضان. وقال فضول رئيس المجلس القروي لسيدي جابر في اتصال لـالتجديد أن الأمر يتعلق بالبناء العشوائي وأن السلطة المحلية والمجلس قاموا بواجبهم في محاربة خرق قانون البناء وحجزوا للبنائين أدواتهما وأن الوالي أبلغ بالأمر. وعلمت التجديد أن المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع بني ملال انتصب طرفا لمؤازرة المتضررين وبعث برسالة توصلت التجديد بنسخة منها إلى الجهات الوصية يطالبهم فيها بالتدخل لتقديم المساعدة للمتضررين وحمايتهم. ويحمل كامل المسؤولية إلى كل من قائد قيادة سيدي جابر ورئيس نفس الجماعة في حالة سقوط أحد الجدران على السكان وإلى ما قد يقع للمعتصمين خاصة الأطفال منهم أمام القيادة نظرا لدرجة الحرارة المنخفضة التي تعرفها المنطقة بالليل. ومن جانبه أصدر الفرع المحلي لحزب العدالة والتنمية بيانا هو الأخر استنكر فيه هذا الحدث الذي اعتبره ظلما في حق المتضررين.