شهدت الجماعة القروية الخنيشات، البعيدة بحوالي 27 كيلومترا عن مدينة سيدي قاسم، غضبا شعبيا، شارك فيها أزيد من 6000 مواطن من ساكنة المنطقة، احتجاجا على تهميشهم بعد الفيضانات الأخيرة. المسيرة الغاضبة التي انطلقت شرارتها الأولى في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس أدت إلى تخريب عدد من المؤسسات من بينها وكالات بنكية تابعة للبنك الشعبي والقرض الفلاحي، إضافة إلى مركز تابع لبريد المغرب. وكان السكان قد نظموا صباح أمس مسيرة احتجاجية جابت بعض شوارع الجماعة، قبل أن تتطور الأمور إلى أحداث شغب ألحقت أضرارا بعدد كبير من المحلات التجارية والمقاهي، إضافة إلى تخريب عدد كبير من السيارات. وحسب ما أفاد به أحد أبناء الخنيشات، في اتصال هاتفي مع «المساء»، فإن السكان احتجوا على ما اعتبروه تهميشا لهم بعد ثلاثة أيام من حدوث فيضان كبير، أدى إلى غمر أزيد من 15 دوارا من بينها دوار أولاد برحيل، أولاد عبد الواحد والقميحات، ولاد سلام وولاد بوعزة، حيث جرفت مياه نهر سبو، الذي يبعد عن الجماعة بنحو 9 كيلومترات، عددا كبيرا من المنازل الطينية، كما هلك نصف المواشي وتضررت المحاصيل الزراعية بشكل جعل الموسم الفلاحي منتهيا لدى عدد كبير من الفلاحين الصغار. التهميش الذي تعاملت به السلطة مع مأساة السكان جعلهم يهجرون دواويرهم ويحتمون بالمؤسسات التعليمية والخيريات والمراكز الفلاحية، فيما قام بعض المحسنين بفتح منازلهم لاستقبال المواطنين الذين فقدوا منازلهم. وحسب الإفادات التي حصلت عليها «المساء» فإن المسيرة انطلقت بشكل عفوي وبدون أي إعداد مسبق وقام بها سكان المنطقة الذين يزاول معظمهم أنشطة فلاحية. أعمال العنف والتخريب استمرت إلى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، في الوقت الذي لجأت فيه السلطة إلى طلب الإمدادات الأمنية من المناطق القريبة من الخنيشات مثل حد كورت ووزان، حيث شوهد عدد من السيارات التابعة للتدخل السريع والدرك الملكي وهو يهرع إلى المنطقة. علو مياه نهر سبو التي اجتاحت المنطقة فاق في بعض الأحيان المترين، مما جعل عددا كبيرا من المواطنين محاصرين بدون أغطية أو مواد غذائية في غياب أي تدخل من طرف المصالح المعنية، وهو ما عكسته الشعارات التي تم ترديدها في المسيرة مثل «الكارثة ها هي والسلطة فينا هيا». وفي نفس الإطار نظم سكان جماعة الزراكلة، بإقليم سيدي سليمان، مسيرة احتجاجية أول أمس إلى مقر بلدية سيدي سليمان، احتجاجا على تهميشهم من تلقي المساعدات التي وفرتها السلطات العمومية للمنكوبين. وقال مواطنون من عين المكان إن المساعدات المخصصة للمتضررين تذهب بوجه خاص إلى ساكنة جماعة القصيبيبة، حيث اعتاد عبد الواحد الراضي، كاتب عام الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التقدم في الانتخابات طيلة العقود الماضية، مما جعل السكان يتذمرون من التمييز الحاصل ضدهم واستثنائهم من المساعدات. ونقلت مصادر أن الوفد الوزاري الذي زار المنطقة أول أمس، برئاسة وزير الداخلية شكيب بنموسى، لم يتمكن من الوصول إلى المناطق المنكوبة للالتقاء بالسكان، وحلق بطائرة الهليوكوبتر في سماء المنطقة قبل زيارة بلدية سيدي سليمان حيث أعطيت له الشروحات المتعلقة بالكوارث الأخيرة.