وسط جمهور نسائي حاشد، افتتحت نساء حركة التوحيد والإصلاح الملتقى الجهوي الثاني بجهة الدارالبيضاء، يوم السبت 24 يناير 2009 بالمركب الثقافي تريا السقاط بمقاطعة المعاريف. ومن أرض المقاومة والرباط هزت كلمة أم نضال عضو المجلس الوطني التشريعي من فلسطين في اتصال هاتفي الجمهور الحاضر الذي غصت به جنبات القاعة، ووسط هتافاتهم بشعارات تدين الهجمة الصهيونية، وتحيي المقاومة الصامدة، أهدت نصر المقاومة بغزة إلى أبناء المغرب وإلى كل الشعوب العربية والإسلامية، قبل أن تعبر عن أمل فلسطين الكبير في هذه الشعوب، ودعت أم نضال مخاطبيها بالمناسبة أن استمروا في هذه الفعاليات والأنشطة المساندة، عسى أن يستيقظ الغافلون..، نحتاج إلى تضافر الجهود، فنحن أقوياء بجهد الله، عصيون بالهزيمة ضعيفون بأنفسنا، ولكننا أقوياء بكم. وفي كلمة خاصة أوضحت أم نضال أن المرأة صاحبة الدور الأكبر الذي يزيد نصرة هذا الدين، مضيفة أن مهمة النساء ليست في البيت فقط، بل في كل موقع، لأنها صانعة الرجال، وأكدت على أن انتصار غزة آية ومعجزة تجلت فيها قدرة الله، معتبرة أن ما حدث في فلسطين يرفع الرأس عاليا، وما دمنا في فلسطين فلا خوف علينا بإذن الله تقول أم نضال في ختام كلمتها بيقين وعزم ثابت. وذكرت فاطمة النجار مسؤولة قسم التربية والتكوين بالمكتب التنفيذي الجهوي للحركة، في كلمتها، أن انتقال شعار الملتقى في افتتاحيته من دورة البلاغ الرسالي كما كان مقررا، إلى دورة دعم انتصار غزة جاء بعد تزامنه مع حدث جلل وهو انتصار غزة المقاومة، فكان صوت البلاغ قادما من غزة الصامدة، التي قادت أطهر المعارك المنطلقة من الإيمان، ومن هناك جاء بلاغ الإيمان. وبينت النجار كيف أن غزة انتصرت أمام الوحشية الرهيبة الجبانة التي تحدت كل قوانين الأرض، والمحطمة لكل الحدود الإنسانية الحضارية، كما انتصرت على كل الظلام والنفاق. مضيفة أنه كان لانتصارهم ولشهدائهم بلاغ وصل إلى كل العالم الإسلامي. وفي السياق ذاته اعتبرت فاطمة النجار أن كل تغيير صادق يستخرج الله أنواره، وأن كل إيمان متخاذل سيخرج الله أدرانه، وقالت عند غزة الامتحان، غزة أعلنت أن بلاغها إيماني وأنها صدقت الله في الأرض، فكان بلاغ غزة هو إقرار الحق في أرض المعركة. تقول لنا غزة إن النصر بدايته في الأنفس، وتقول إن وراء كل مقاومة رجال صدقوا الله، ووراء كل الرجال نساء، وسر الرجال رضاع اليقين، ووراء كل مقاومة تربية تجعل أطفالهم كلهم هنية. قبل أن توجه في ختام كلمتها إلى أن لغزة رسالة وإيمان، يجعل إيماننا ينطق بأن في إسلامنا الهدى والحياة، ننطلق من خطاب غزة وبلاغها ونقول إننا حررنا الإيمان من الخوف. ولم يفت منظمات المهرجان أن يخصصن وقفة مع مفهوم المقاطعة لكل بضائع الصهاينة والأمريكيين، وعبر الشاشة الإلكترونية تابع الجمهور مجموع المنتجات التي ينبغي مقاطعتها. الطفلة التي أبكت العالم، أبكت جمهور المهرجان، بعد أن أفلحت الطفلة مريم اليعقوبي في تجسيد قصة لمعاناة طفلة فلسطينية من حصار غزة وغلق المعابر، بتشخيص وأداء رائعين، وهزت الطفلة مريم مشاعر الحاضرات وهي تختم رسالة القصة للعالم لا للحصار، لا لسلب الضحك من الأطفال، نعم للحرية. هذا وكان صوت الطفولة حاضرا، وكانت كلماتهم شعرا، إكسر جدار الصمت يا إنسان عنوان ما جادت به قريحة الطفلة حفصة كرم بالمناسبة، و معين الدمع من الطفلة أبرار الجاسني. من جهتها اعتبرت عزيزة بنجلون مسؤولة قطاع النساء بأنفا، أن الله كتب إحياء ضمير الأمة الإسلامية على أشلاء أجساد أبناء غزة الصامدة والمقاومة، وعلى دمائهم الطاهرة وأنقاض بيوتهم الممهدة. وقالت في ذلك إن غزة انتصرت بحماية الله للعصبة المؤمنة، بالرغم من القصف والتجويع والحصار، انتصرت برفع رايتهم وانتشار أخبارهم وهتاف العالم باسمهم انتصرت بإحياء روح الجهاد في الأمة بازدياد الكره لليهود الغاصبين عبر العالم. رسالة النصر تقول حيا على العمل، جميلة تلك العواطف التي تجرح الناس إلى آلام أمتهم ولكن يجب أن يصحب ذلك عقل ووعي وفهم عميق لما يجري، عبر هذه الكلمات سطرت عزيزة بنجلون مطالب المرحلة، ورأت أنها تأتي من خلال نشر مفهوم النصرة الشرعي الشامل، واستنفار رجال الأمة ونسائها لتحمل أعباء التربية ومشقة الإعداد وتبعات القيادة ومتطلبات الأخذ بالأجيال المتلهفة إلى من يعبر بها بحر الظلال على شاطئ الهدى والأمان، بالإضافة إلى تفعيل كل الطاقات للمقاومة والنصرة لكي تكون منظمة ومستمرة ومتكاملة، فـ للكلمة ميدان وللفكرة مجال وللمال حاجات وللسواعد قيمة وللجمعيات مكانة، نحتاج إلى عدد كبير من القنوات الفضائية والإذاعات والمجلات والمواقع الإلكترونية حتى يكون لنا صوت وصورة وكلمة وأرض وحدث، حينها ستبور تلك الوسائل التي كانت مخذلة عن النصرة مخدرة عن الحركة تقول عزيزة مؤكدة على المطالب التي تتطلبها المرحلة القادمة. ومن جهة أخرى وقفت آمنة السني المشرفة على العمل النسائي لحركة التوحيد والإصلاح بمنطقة قرية الجماعة، عند دروس مقاومة غزة، ودلالات انتصارها في معركة تفوق فيها سلاح الإيمان واليقين على سلاح الغدر والجبن، مذكرة بفوائد الابتلاء على الفلسطينيين وعلى الأمة الإسلامية، ابتلاء لاستخراج العبودية المطلقة له سبحانه وهو الناصر، ابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب، وليمحص الله الذين آمنوا ليفضح المنافقين ويظهر الصادقين. هذا وتتواصل فعاليات الملتقى النسائي الجهوي الثاني الذي يضم فعاليات نساء حركة التوحيد والإصلاح بجهة الدارالبيضاء، على مدى يومين متواصلين. وهو محطة سنوية للتواصل وتبادل الخبرات وتقييم منجزات أعمال الحركة في مجال التربية والتكوين والدعوة.