ينذر حصار الثلوج لمناطق عديدة في المغرب، بكارثة إنسانية إذا استمر الوضع على ما هو عليه، نتيجة البرد القارس من جهة، وبفعل النقص الحاد في المواد الغدائية ومواد التدفئة من جهة ثانية. وقال محمد البراهمي، أستاذ بثانوية بني تدجيت، في اتصال هاتفي للتجديد به إن السكان في المنطقة يعانون من نزلات برد حادة، أصابت الأطفال والمسنين منهم، بتدهور حاد في صحتهم. ويتخوف السكان من تكرار كارثة انفكو قبل سنتين، حيث توفي نحو 27 طفلا بسبب البرد الشديد، ومحاصرة الثلوج مما أدى إلى ظهور أعراض عليهم لم تعرف على وجه التحديد. وأدت الثلوج وكثرة التساقطات إلى عزلة دواوير بكاملها في الجنوب الشرقي، بين تالسينت وميسور، منها ثلاث أيمن، وجماعة آيت بومريم، ودوار اغمات، ودوار بلبول، حيث حال ذلك دون وصول السكان إلى منازلهم، نتيجة انهيار المسالك، مما أدى إلى هلاك جزء من ماشيتهم في الشعاب. وما يزيد الوضع تدهورا، ارتفاع أسعار المواد الغدائية والطبية، ومواد التدفئة في تلك المناطق، حيث يقوم أصحاب المحلات التجارية برفع أسعار المواد أكثر من الضعف، إذ يتدرعون في ذلك بصعوبة الحصول عليها، وبمعاناتهم المضاعفة من أجل التسوق خارج المناطق والجماعات القريبة. وقال شاهد عيان من بوعرفة، إن القوات المسلحة الملكية تدخلت من أجل فتح الطرف والمسالك الموؤدية إلى تلك الجماعات، وظلت طوال أيام في العمل من أجل تسريح الطرق، إذ أن الثلوج تفوق المتر ونصف المتر، مشيرا إلى أن تراجع التساقطات الثلجية قد يساعد في فتح تلك المسالك أمام السكان. من جهة أخرى، تم فتح طريق تيزي نتيشكا الرابطة بين مدينتي مراكش وورزازات، بعدما أغلقتها الثلوج لعدة أيام، أدت إلى محاصرة العشرات من السيارات على جنبات الطريق، وتمكنت مصالح قطاع التجهيز فتح حاجز في إيغرم نوغدال حيث تعمل آلياتها من أجل إزاحة الثلوج. وأعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق، عن إعدادها مخطط عمل لمكافحة آثار موجات البرد وتساقطات الثلوج لفائدة السكان المعرضين لهذه المخاطر، غير أن السكان في المناطق المحاصرة يشتكون من ضعف تدخل السلطات العمومية لرفع الأضرار التي تسببها.