ةعبد الإله سخير واصل العشرات من ساكنة عدد من الدواوير التابعة لجماعة بوزمو عمالة الراشيدية، لليوم الثاني على التوالي، مسيرتهم مشيا على الأقدام في اتجاه مقر عمالة الإقليم من أجل تحسيس المسؤولين المحليين بمعاناتهم نتيجة الحصار الذي ضربته عليهم أحوال الطقس الأخيرة والثلوج التي تسببت في قطع الطريق عنهم منذ الأربعاء الماضي. وأفاد عدد من أبناء المنطقة بأن ما يزيد على 6000 شخص من أبناء دواوير أكدال وتيمارين واقديم وايت أعمر أمضوا أسبوعهم الثاني محاصرين داخل بيوتهم الآيلة للسقوط وسط البرد القارس وقلة المخزون الغذائي. وحسب هؤلاء، فإن عددا من الأسر تعذر عليها توفير وجبات غذائية لأطفالها كنتيجة لهذا الوضع، بعد أن استحال على أصحاب الشاحنات، التي تقل المواد الغذائية، الوصول إلى هذه الدواوير. وبعد أن تحسنت نسبيا أحوال الطقس، خرج العشرات من أبناء المنطقة بشكل عفوي وتلقائي في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، في اتجاه عمالة إقليمالراشيدية من أجل المطالبة بفك العزلة عنهم والاستجابة لبعض المطالب التي سبق أن طالبوا بها، والمتمثلة في تزويدهم بالكهرباء وخطوط الهاتف والماء الصالح للشرب وتعبيد الطريق الرئيسية الرابطة بين بوزمو وايت هاني وطولها 50 كيلومترا، تربط ما بين تنغير وورزازات من جهة، والقصيبة وبني ملال وقصبة تادلة من جهة أخرى. وحسب ساكنة المنطقة، فإن من شأن تسريع وتيرة أشغال تعبيد هذه الطريق إخراج المنطقة من العزلة المضروبة عليها، حيث تتحول عند كل فصل شتاء إلى منطقة منكوبة. ومما يزيد من مخاوف هؤلاء السكان - يؤكد عدد من أبناء المنطقة - كون بنية الدور السكنية المشيدة من الطين معرضة في كل لحظة للسقوط. ورغم ذلك، يضيف هؤلاء، لم يبادر أي من مسؤولي المنطقة إلى الالتفات إلى هذا المشكل وإنقاذ السكان من الوضع المزري الذي آلوا إليه. وقد سبق لسكان المنطقة أن احتجوا بطريقتهم الخاصة على وضعية التهميش الذي يعانون منه، من خلال مقاطعتهم بشكل جماعي لعملية الاقتراع خلال استحقاق 7 شتنبر الماضي، على أمل أن يتم الالتفات إلى هذا الموقف في اتجاه الاستجابة لمطالبهم. وإلى حدود ظهر أمس الأربعاء، لم يكلف أي من المسؤولين المحليين نفسه عناء الانتقال إلى عين المكان والتحاور مع هؤلاء المحتجين، الذين يتواجدون بمنطقة تسمى أيت تدارت تبعد عن مدينة الريش بحوالي 80 كيلومترا. واكتفى عمال البلدية، المكلفون بإزالة ركام الثلوج من الطرقات، بتنظيف الطرق المعبدة، وامتنعوا عن إزالة كتل الثلوج عن الطرق المؤدية إلى الدواوير التي يقطنها حوالي 6000 نسمة، مما نتج عنه أن عملية التنقل، من أجل التزود بالمواد الأساسية من مؤن غذائية وحاجيات ضرورية، أصبحت أمرا عسيرا للغاية، حيث نفد نتيجة هذا الحصار مخزون الغاز الذي يستعمله السكان في التدفئة، كما عرفت عدد من المواد الغذائية خصاصا كبيرا، وارتفع ثمنها إلى مستوى قياسي. ويشير عدد من أبناء المنطقة إلى أنه في حالة ما إذا لم يتدخل المسؤولون المحليون لتزويد المنطقة بما تحتاجه من مؤن، فإن كارثة إنسانية مقبلة تهدد أبناء المنطق