شارك العشرات من الأطفال والشيوخ في أول مسيرة ضد العزلة والعطش هذه السنة بأزيلال بعد المسيرات التي شهدها الإقليم طيلة السنة احتجاجا على حصار الثلوج والعزلة. وقطع سكان دواوير «امين اكرض» و«افراو» بجماعة آيت امحمد بأزيلال المسافة التي تفصلهم عن مدينة أزيلال في مدة عشر ساعات مشيا على الأقدام، حيث أكد مشاركون في المسيرة أنهم انطلقوا في»الساعات الأولى من صباح أول أمس الاثنين ليصلوا إلى مقر العمالة في منتصف النهار في مسيرة العطش والعزلة والتهميش، لإيصال معاناتنا اليومية إلى السلطات الإقليمية في شخص علي بيوكناش عامل الإقليم». وأكد المشاركون في المسيرة أن «معاناة هذه الدواوير مع مشكلة العطش تزداد حدة أمام التهميش والعزلة التي نعيش في ظلها». ويعاني سكان بعض دواوير جماعة آيت امحمد الفقيرة من انعدام مصادر الماء، إذ يضطر سكان دواوير «امين اكرض» و«افراو» إلى الانتقال يوميا بضع ساعات للاستسقاء من عين قرب دوار «زمايز» التابع ترابيا لجماعة ثكلا، وحين ينضب صبيبها، تقطع النساء والأطفال مسافات طويلة بحثا عن قطرة ماء. وحسب شكاية وجهها السكان إلى عامل إقليم أزيلال، فإن دواوير «امين اكرض» و«افراو» الأكثر فقرا من بين سكان جماعة آيت امحمد نفقت مواشيهم وبهائمهم نظرا إلى قلة الماء، وهو ما خلف آثارا مضاعفة لديهم تضاف إلى معاناتهم مع الفقر والعزلة والتهميش. دواوير «امين اكرض» و«افراو» بجماعة آيت امحمد تضم حوالي 250 أسرة كبيرة «لم تسبق لها الاستفادة من أي مشروع للتنمية البشرية، حيث تبعد هذه الدواوير عن مركز الجماعة بحوالي 20 كلم. والطرق المؤدية إلى التجمع السكاني غير معبدة ومليئة بالحفر والأحجار التي تعرقل حركة مرور الشاحنات، مما يجعل أثمنة المواد الغذائية وقنينات الغاز ترتفع إلى مستويات قياسية. نحن منسيون هنا ولا أحد يهتم لحالنا»، يقول أحد أبناء سكان هذه الدواوير. وطالب سكان دواوير آيت امحمد عامل الإقليم، في الشكاية التي وجهوها إليه، بإخراجهم من العزلة «على الأقل بتوفير التغطية بشبكة الهاتف في المرحلة الأولى، ثم شق الطرقات وتعبيدها في المرحلة الثانية، حتى نتمكن من التواصل مع ذوينا وأهلنا بمناطق أخرى، وحتى نتمكن من الحصول على المواد الغذائية والضرورية بنفس الأثمان التي يستفيد منها باقي المغاربة». مشارك في المسيرة استنكر استمرار التعامل مع ساكنة الدواوير المنسية بأزيلال كخزان انتخابي، وقال في تصريح بالمناسبة: «نسمع ونرى أن الدولة تبني المدارس والمستوصفات والطرق ومحطات توزيع المياه على السكان في مناطق أخرى، لكن نحن يتم استغلالنا وقت الانتخابات فقط، ويقدمون إلينا وعودا كثيرة في الاستحقاقات البرلمانية والجماعية، وسرعان ما يتم نسياننا». ممثلون عن السكان تم استقبالهم من طرف الكاتب العام للعمالة ومدير التجهيز ومدير الكهرباء ومدير الماء الصالح للشرب وقائد الشؤون العامة، في غياب العامل الذي هو بصدد قضاء عطلته السنوية. وأكدت مصادر حضرت اللقاء أن الكاتب العام للعمالة وعد المحتجين ب»إرسال لجنة تقنية لدراسة المشاكل الخاصة بهذه الدواوير اليوم الأربعاء». انطلاق مسيرة الاحتجاج على العطش والتهميش بجماعة آيت امحمد من المنتظر أن تتلوها مسيرات أخرى احتجاجية لدواوير بجماعات أخرى من الإقليم، بسبب معاناة ساكنة دواوير بعض الجماعات من صعوبة الحصول على مورد قار للماء، خاصة بجماعات آيت واعرضى، واولى رغم أن الإقليم شهد تساقطات استثنائيا للثلوج حاصرت سكان جماعات أخرى.