آندري نوتشي الذي كان من المقاومين في صفوف فرنسا الحرة كان قد ألف كتابا يُعد من الكتب المنسية حاليا خصصه لوصف مستوى عيش السكان البدويين من قاطني مدينة قسنطينة الجزائرية مسقط رأسه خلال الحقبة الاستعمارية إلى حدود سنة ,1919 ونشره في دار النشر ئصذ سنة .1961 هذا الكتاب الذي كان له في وقته أثر حاسم نال تنويها خاصا من رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك والمؤرخ الوطني الجزائري أحمد توفيق المدني الذي وصفه ب:نقطة الماء التي تهدى لمسافر بعد رحلة طويلة عبر الصحراء. وآندري نوتشي سبق له أن كان أستاذا بجامعة تونس، وهو اليوم أستاذ شرفي بجامعة نيس الفرنسية. وهذه هي الرسالة: في 3 يناير 2009 السيد السفير: بالنسبة لكم فإن اليوم كان يوم سبت أي أنه كان يجب أن يكون يوما للسلام ولكنكم جعلتموه يوم حرب. وأما بالنسبة إلي ومنذ سنوات عدة فإن الاحتلال وسرقة الأراضي الفلسطينية يغيظني. وإني أكتب إليكم إذن على أساس عدة صفات: كفرنسي، وكيهودي ، وكأحد صانعي المعاهدات بين جامعتي نيس وحيفا. إنه لم يعد ممكنا السكوت أمام سياسة الاغتيالات والتوسع الإمبريالي ل(إسرائيل). إنكم تتصرفون تماما مثلما تصرف هتلر في أوروبا مع النمسا، وتشيكوسلوفاكيا. إنكم تتعاملون مع قرارات الأممالمتحدة باحتقار كما تعامل هو مع قرارات عصبة الأمم، وإنكم لتقتلون النساء، والأطفال ولا مجال هنا للتذرع بعمليات المقاومة، وبالانتفاضة فكل ذلك ناتج عن الاحتلال غير القانوني وغير الشرعي الذي هو سرقة. إنكم تتصرفون مثل لصوص الأراضي وتديرون ظهوركم للقواعد الأخلاقية للديانة اليهودية.عليكم الخزي والعار، العار على (إسرائيل)! إنكم تحفرون قبركم بأيديكم دون أن تشعروا لأنكم محكوم عليكم بالعيش مع الفلسطينيين ومع الدول العربية. وإذا كنتم تفتقرون حتى إلى هذا الذكاء السياسي فأنتم إذن لستم جديرين بممارسة السياسة وعلى قادتكم إذن أن يتقاعدوا. إن دولة تغتال رابين وتمجد قاتله هي دولة بلا أخلاق وبلا شرف. ليعجل ربكم بقتل شارون المجرم. لقد تكبدتم هزيمة في لبنان سنة ,2006 وسوف تتكبدون هزائم أخرى غيرها هذا ما أتمناه لكم. وسوف ترسِلون إلى الموت شبانا (إسرائيليين) لأنكم ليست لديكم الشجاعة لإقامة السلام. كيف أمكن لليهود الذين عانوا كثيرا أن يقلدوا جلاديهم الهتلريين؟ بالنسبة إلي ومنذ 1975 فإن الاستيطان يبعث في بذكريات قديمة، إنها ذكريات الهتلرية. إنني لا أجد أي فرق بين قادتكم وقادة ألمانيا النازية. أنا شخصيا سوف أحاربكم بكل ما أستطيع من قوة كما حاربت الهتلرية ما بين 1938 و1945 إلى أن تتمكن عدالة البشر من القضاء على الهتلرية الثاوية في قلوبكم. الخزي والعار على (إسرائيل). وأدعو ربكم أن يلقي على قادتها الانتقام الذي يستحقونه. إنني أشعر بالخجل من كوني يهودي، ومن كوني كنت مقتلا من أجلكم خلال الحرب العالمية الثانية. ليلعنكم ربكم إلى آخر القرون! آمُلُ أن تتلقوا عقابكم. آندري نوتشي أستاذ شرفي بجامعة نيس ترجمة: إبراهيم الخشباني