أصدر جوم جي ميرشايمر، وستيفن م. والت كتابا حول اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة ترجمته عماد شيحة ونشر بدار المركز الثقافي، دمشق سنة .2007 وتصف فصول الكتاب المختلفة حالة اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة وقدرته على استمالة مواقف الإدارات الأميركية لدعم إسرائيل ماليا وسياسيا ودبلوماسيا وعسكريا أيضا. لقد كان للوبي الصهيوني المنظم عبر منظماته المختلفة في الولاياتالمتحدة آثارا واضحة في الإبقاء على العلاقة الإستراتيجية الاستثنائية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، حيث بات المتابع لتلك العلاقة يرى إسرائيل وكأنها ولاية أميركية بامتياز خاص. ويؤكد الكاتبان جوم جي ميرشايمر وستيفن م. والت أن الولاياتالمتحدة تصوغ سياستها الخارجية بناء على مصالحها الوطنية. واللافت أن العلاقة الإستراتيجية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة كانت حجر الزاوية لسياسة الأميركيين تجاه الشرق الأوسط منذ حرب يونيو .1967 إن الاندفاع الكلي لسياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة مرده سياستها الداخلية، وعلى نحو خاص نشاطات اللوبي الصهيوني، حيث استطاعت جماعات الضغط الخاصة الأخرى توجيه السياسة الخارجية الأميركية نحو مصالحها، لكن أيا منها لم يستطع صرف السياسة الخارجية الأميركية بعيدا عن المصلحة الوطنية المفترضة، مع اقتناع الأميركيين في الوقت نفسه أن مصالح إسرائيل والولاياتالمتحدة متماثلة من حيث الجوهر. لقد اعتمد الكاتبان في فهم قوة اللوبي وتأثيره في الولاياتالمتحدة على شهادات من بعض أعضاء اللوبي الصهيوني نفسه، فضلا عن شهادات لسياسيين عملوا معهم. ويشير الكاتبان إلى أنه بالاعتماد على نشاط لجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأميركية (إيباك)، فإن الولاياتالمتحدة وإسرائيل صاغتا شراكة فريدة لمواجهة التهديدات الإستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث يقدم هذا الجهد التعاوني منافع هامة للطرفين. وقد شرح الكاتبان مسارات الدعم الأميركي وتغير القيمة الإستراتيجية لإسرائيل بين فترة وأخرى، وأظهرا في ذات الوقت تجاهل إسرائيل للكثير من المطالب الأميركية والذهاب إلى أبعد من ذلك، حيث برز إلى السطح أكثر من مرة رغبات إسرائيلية للتجسس على الدولة التي تحميها، وهذا يطرح بحد ذاته مزيدا من الشكوك حول قيمة إسرائيل الإستراتيجية في إطار المصالح الأميركية الشرق أوسطية. لقد أوضح الكاتبان أن المساعدات الأميركية لإسرائيل بمثابة نموذج خاص للعلاقة بينهما، إضافة إلى الدعم الأميركي الدبلوماسي لإسرائيل عبر إسقاط أي مشروع قرار في الأممالمتحدة يدين ممارستها التعسفية ضد الفلسطينيين. وتقدم الولاياتالمتحدة مساعدات مالية سنوية تصل إلى ثلاثة مليار دولار، منها 60% مساعدات عسكرية و40% مساعدات اقتصادية. كما تهب الولاياتالمتحدة لإنقاذ إسرائيل في زمن الحرب وأثناء الأزمات الاقتصادية، وتقف إلى جانبها حين تخوض مفاوضات سلام مع أطراف عربية. وفي سياق عرضهما للحجج المختلفة التي تدفع الولاياتالمتحدة لتأييد ودعم إسرائيل في مستويات مختلفة، يشير الكاتبان إلى أنه وبمعزل عن القيمة الإستراتيجية المزعومة لإسرائيل، يجادل مؤيدو إسرائيل في كونها تستحق تأييداأميركيا غير مقيد للأسباب التالية: 1 ـ أن إسرائيل ضعيفة ومحاطة بالأعداء. 2 ـ أنها دولة ديمقراطية، أي النمط المفضل أخلاقيا من الحكومات. 3 ـ أن الشعب اليهودي عانى من الجرائم في الماضي وهو يستحق معاملة خاصة. 4 ـ أن تصرف إسرائيل كان أكثر أخلاقية من سلوك خصومها. ومن جهتهما، يؤكد الكاتبان أن فحصا دقيقا لتلك الحجج يظهر هشاشتها، والنظرة الموضوعية لسلوك إسرائيل في الماضي والحاضر تدل على أنها لم تقدم أساسا أخلاقيا يمنحها امتيازا على الفلسطينيين. وفي هذا السياق يمكن إضافة الكثير إلى النظرة الموضوعية التي أظهرها الكاتبان تجاه الممارسات الإسرائيلية التي تجعل منها دولة الإرهاب المنظم في العالم، حيث القتل اليومي المتعمد للأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزةوالضفة الغربية، ناهيك عن تدمير المنازل واقتلاع الأشجار وجرف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الفلسطينية.