أكد الدكتور عبد القادر طرفاي، طبيب جراح مغربي، الذي دخل غزة رفقة وفد لاتحاد الأطباء العرب يتكون من 11 طبيبا يوم الجمعة 9 يناير 2009، أن ما يجري في غزة إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني يرتكبها الكيان الصهيوني، موضحا أن الشعب الفلسطيني شعب صامد. وأكد محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن طرفاي أرسل له رسالتين قصيرتين عبر الهاتف، الأولى يقول فيها إن ما حدث في غزة مجزرة ومذابح بشعة يقوم بها الكيان الصهيوني اتجاه الفلسطينيين، أما الرسالة الثانية، فيبرز فيها أن الشعب الفلسطيني شعب صامد وصابر ويتمتع بمعنويات مرتفعة. وأضاف يتيم، أن ما قام به طرفاي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، يدخل في إطار عمل نضالي وطني مثله مثل جميع المغاربة. وأبرز يتيم، في تصريح لـالتجديد أن الطبيب المغربي في رسالة أخرى، اقترح على نقابته أن يقوموا بالتنسيق مع النقابات الأخرى من أجل القيام بأشكال نضالية واحتجاجية لصالح قطاع غزة. ومن جهتها، أوضحت نعيمة بلقاضي، زوجة الدكتور طرفاي، أن ما قام به زوجها يدخل في صميم العمل الإنساني الصرف، وقالت، في تصريح لـالتجديد إن أي إنسان مهما كان عمله أو جنسه أو ديانته ولديه قلب وعقل، ستهتز مشاعره من جراء ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة، ويسعى لمساعدته. كما أن ما قام به طرفاي، تضيف زوجته، هو من الواجب الذي تفرضه عليه مهنته كطبيب، فعليه أن يسعى لعلاج ضحايا القصف الإسرائيلي. وكانت السلطات المصرية قد سمحت يوم الجمعة بعبور الدفعة الأولى من الأطباء، والتي تضم 11 طبيبا بينهم الدكتور طرفاي و 9 مصريين وطبيب أردني. وعبرت أول أمس السبت معبر رفح على الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة بشبه جزيرة سيناء، أول شحنة من المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة المغربية إلى السكان الفلسطينيين بقطاع غزة، والتي تم نقلها عبر خمس طائرات عسكرية. كما حلت المجموعة الأولى من الجرحى الفلسطينيين بالمغرب (عددهم سبعة)عبر طائرة طائرة عسكرية قادمة من مطار العريش بمصر حيث نقلوا إلى المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط لتلقي العلاجات الضرورية يوم الجمعة الماضية. من جانب آخر، شارك قرابة 5 آلاف طفل مغربي قدموا من عدة مدن مغربية، في وقفة تضامنية مع غزة دعت إليها رابطة الأمل للطفولة المغربية والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان صباح أمس الأحد بساحة البريد بالرباط حاملين لافتات تستنكر الصمت العربي والعالمي، ودمى غارقة في الدم للتدليل على أطفال غزة الغارقين في بحر من الدم والدموع وبعث أطفال المغرب رسائل إلى إخوانهم في غزة رسائل ذات معنى لخصها بيان باسم الأطفال المغاربة، حيث أعلنوا فيه عن تضامنهم المطلق مع أطفال غزة وحيوا صمودهم البطولي لدحر العدوان، كما استنكروا في البيان ذاته العدوان الهمجي الظالم الذي يشنه الكيان الصهيوني الغاصب على غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بحماية حقوق الطفل الفلسطيني التي تدعو إليها كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، ودعوا جمعيات المجتمع المدني وكافة المؤسسات التربوية والمتدخلين في الشأن الطفولي إلى الدعم المطلق لقضايا الطفولة الفلسطينية، بتبني ثقافة الوحدة والمقاومة بدل ثقافة الانقسام والانهزام، وتكثيف الأنشطة التربوية والتضامنية للتحسيس بخطورة الأوضاع الراهنة في غزة العزة، وتنمية روح التضامن مع إخواننا الصامدين. وأجهشت سارة بنيعقوب (10 سنوات) بالبكاء وهي تتحدث إلى التجديد عن دواعي مشاركتها في الوقفة وقالت وهي القادمة من مدينة طنجة رفقة مؤطرين من جمعيتها إنها تشعر بالألم عندما تشاهد أطفال غزة محرومين من الأكل والشرب واللعب والدراسة؛ في حين أنها وأقرانها المغاربة نأكل ونشرب ونلعب ونذهب يوميا إلى المدرسة. من جهته أوضح سعيد بورحي رئيس رابطة الأمل للطفولة المغربية في تصريح لـالتجديد أن رسالة هذه الوقفة الطفولية موجهة إلى الصهاينة، ومضمونها أن المستقبل شاهد عليهم وعلى إجرامهم، وأن مثل هؤلاء الأطفال هم الذين سيلقنوننهم الدرس الذي يستحقونه، وثمن المتحدث نفسه المشاركة المكثفة للجمعيات العاملة في المجال التربوي والآباء والأمهات. من جانبه قال رئيس جمعية البلاغ بالرباط إن هذه الوقفة تأتي أيضا استجابة للأطفال الذين كانوا يلحون منذ بدء العدوان على تنظيمها بعد أن تأثروا بما يحدث في غزة من عدوان.