وصل الطبيب الجراح عبد القادر طرفاي إلي مطار محمد الخامس ليلة الثلاثاء 20 يناير 2009 قادما من غزة بعد مشاركته إلى جانب الأطباء العرب في مهمة إنقاذ الجرحى الفلسطينيين ضحايا العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة. وكان في استقباله عدد من أعضاء الاتحاد الوطني للشغل وعلى رأسهم كاتبه العام محمد يتيم وقيادات من حزب العدالة والتنمية من بينهم مصطفي الرميد رئيس الفريق، وأعضاء في حركة التوحيد والإصلاح. وقد تحول الاستقبال إلى حفل رددت خلاله شعارات الصمود والممانعة وتدعو بالنصر للمقاومة والتأييد لفصائلها الذين قدموا بطولات في الميدان وأجبروا العدو الصهيوني على وقف إطلاق النار من جانب واحد. وفي كلمة ألقاها وسط الجموع المحتفية بوصوله، أكد طرفاي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، أنه أبلغ الفلسطينيين حجم الدعم والتعاطف والتضامن الذي يكنه المغاربة لهم، كلما مسهم أذى، مشيرا إلى أن دخول الأطباء إلى غزة وتكسيرهم للحصار كان له وقع كبير على نفوس الشعب الفلسطيني ومعنويات المقاومة. وقال طرفاي في تصريح للتجديد إنه سيعقد ندوة صحفية ليطلع الرأي العام الوطني حقائق ما كان يجري في الميدان بغزة وحجم الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في حق الفلسطينيين سيحدد وقتها لاحقا. وأضاف إنه عاد من غزة بعد توقف العدوان وانسحاب دبابات العدو، وأن الفلسطينيين اليوم يحتاجون لمعدات طبية محددة ونوعية خاصة من الأطباء. ووصف طرفاي الشعب الفلسطييني بكونه شعب مؤمن، وأن سر قوة المقاومة ونجاحها وصمودها هو الإيمان ويقين الفلسطينيين الذي يتأسس على شعار إما النصر أو الشهادة، وأكد أن الجميع في قطاع غزة، بمن في ذلك الأطباء، كانوا موقنين بأن المقاومة منتصرة من أول يوم بدأ فيه العدوان، موضحا بأن الجرحى الذين كانوا يتوافدون على مستشفى الشفاء معظمهم من المدنيين، وأن عدد الشهداء والجرحى من عناصر المقاومة هو عدد قليل. وأكد طرفاي وجود معطيات وتقارير لدى الأطباء تؤكد استعمال العدو الصهيوني لأسلحة محرمة دوليا؛ من قبيل الفسفور الحارق وغازات سامة لم تعرف طبيعتها، وأسلحة فتاكة جربت لأول مرة في هذه الحرب، مؤكدا عزم الأطباء على التحرك الدولي من أجل ملاحقة العدو الصهيوني على جرائم الحرب التي ارتكبها. وطالب طرفاي في ختام كلمته مناضلي الاتحاد الوطني والعدالة والتنمية وجميع مكونات الشعب المغربي بالاستمرار في دعمهم وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني والحفاظ على الشحنة التي انطلقت مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مؤكدا أن الحرب لم تنته ما دام الشعب الفلسطيني لم يحقق دولته وعاصمتها القدس. من جهته، اعتبر محمد يتيم أن عبد القادر طرفاي ناب عن إخوانه في الاتحاد الوطني للشغل وفي الحزب، بل ناب عن كل الشعب المغربي في دعم الفلسطينيين في غزة، واصفا ما قام به بأنه:جهاد كان الجميع يتمنى أن يقوم به فيما اعتبر نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الدكتور لحسن الداودي ذهاب طرفاي إلى غزة مشاركة في النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في الميدان. أما نعيمة بلقاضي، زوجة الدكتور طرفاي، فوصفت شعورها بالمتناقض، لانه يجمع بين الخوف والفرح، بين الارتباك والحماسة لهذا الموقف البطولي. ومن جانبه، ثمن مسؤول الحركة في منطقة سيدي عثمان وعضو لجنة الحركة بجهة الوسط إقدام عبد القادر طرفاي على المخاطرة بنفسه من أجل دعم إخوانه في غزة، واعتبر مولاي أحمد صابر الإدريسي سلوك طرفاي من ثمرات التربية الحركية التي تجعل من القضية الفلسطينية قضية مركزية حاضرة في وجدانه وضمير الشعوب الإسلامية وطلائعها التغييرية.