أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس على أنّ المقاومة في قطاع غزّة بخير، وأنّ ما تعرّض له قطاع غزّة من ضربات لم يتمكن من ضرب البنية التحتية للمقاومة، محذّراً جنود الاحتلال من مغبّة الاجتياح البرّي المتوقّع لقطاع غزّة، وأوضح أنّ الحركة لن تنكسر ولن تستسلم ولن تخضع لشروط العدو . كما شدّد على أنّ مطلب حماس يتجلّى بإيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر، وقال موفقنا واضح، لن نستسلم ولن ننكسر ولن نخضع لشروط العدو الذي يريد فرض الاستسلام علينا، ومطلبنا واضح؛ وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كافة المعابر . وقال خالد مشعل في كلمة مسجلة بثّت ليلة يوم الجمعة 2 يناير 2009 لقد نجح العدو في القضاء على الكثير من البنى التحتية ولكنها بنى تحتية إنسانية، أما المقاومة فهي بخير وبناها التحتية بخير، ولم تخسر إلاً القليل القليل جداً، وأنا واثق مما أقول . وأضاف مشعل مخاطباً جنود الاحتلال الذي يعدّون العدّة لاجتياح برّي للقطاع يا جنود العدو؛ يا من تتجهّزون للاجتياح البرّي عليكم أن تعرفوا أن مصيراً أسود ينتظركم بين قتل بين القتل وإصابة ، ملوِّحاً باستعداد المقاومة الفلسطينية لأسر جنود صهاينة، حتى يكون هناك شاليط ثانٍ وثالث ورابع .. ، في إشارة إلى الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة في غزة منذ سنتين ونصف السنة جلعاد شاليط. وبدأ مشعل كلمته بالتحية للمقاومة والشهداء والجرحى، وقال في كلمته كل عام وأنتم بخير وأنت يا غزّة منصورة فأنت جديرة بالصبر والصمود والمقاومة ، وأضاف رحمكم الله أيها الشهداء العظماء، تحية إكبار للجرحى ، كما ترحّم على الشهيد القائد نزار ريّان قائلاً رحمك الله يا أبا بلال ورحم عائلتك وكل الشهداء، حين يجاهد القادة والعلماء ويستشهدون تنتصر الأمة، هكذا كان الأمر في حطين وعين جالوت ، مشيراً إلى دور العلماء في نصرة غزّة وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي. وتوجّه بالكلام لكتائب الشهيد عزّ الدين القسام وباقي الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية قائلاً يا أخوتي في كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية أقبل رؤوسكم جميعاً، لقد صنعتم مجداً عزّ على أمتنا سنين طويلة، ما أعظمكم وما أشد إعجابنا بكم، نراهن بعد الله عليكم، فإن الجهاد ماضٍ حتى النصر والتحرير براية شامخة، إن صمودكم والتفافكم حول المقاومة سيوقف العدوان وسيرفع الحصار وسيصنع نصراً قريباً . كما أشاد مشعل بأهل الضفة الغربية الذين أثبتوا أنّ الشعب الفلسطيني واحد ووطن واحد ولا أحد بمقدوره أن يبعد غزّة عن الضفة أو يبعد الضفة عن غزّة ، وقال أيّها الأحبة في الضفة الغربية؛ بارك الله فيكم وأنتم تضعون أقدامكم على طريق الانتفاضة الثالثة ، مطالبتاً إيّاهم بمواصلة الانتفاضة الثالثة حتى ينتهي العدوان ويرفع الحصار وتفتح المعابر . هذا وأكّد مشعل على أنّ غزّة استطاعت امتصاص الصدمة الأولى؛ حيث قال ظنوا أنّ الصدمة ستريع أهل غزة، والمفاجأة كانت أن غزّة امتصت الصدمة ، لافتاً الانتباه إلى أنّ هذا الأداء الأسطوري للمقاومة درس لمن كان يشكك بجدوى المقاومة والصواريخ ودرس للثقة بقدرة المقاومة على الإنجاز . وأضاف مشعل موجّها الكلام للعدو الصهيوني غزّة امتصت الصدمة لأننا أبناء مدرسة إنما الصبر عند الصدمة الأولى، أمّا أنتم فأبناء مدرسة ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة، فغزّة اليوم آية وعبرة وحجة على الأمة خاصة مع فشل خيار المفاوضات والتسوية . كما أكّد مشعل على أنّ دم الشعب الفلسطيني في القطاع هو أقصر الطرق لفشل قادة الصهاينة وإنهاء حياتها السياسية، وقال مشعل أقول لقادة العدو: أخطأتم حساباتكم، دم غزّة أقصر الطرق لفشلكم وإنهاء حياتكم السياسية، غزة ستقذفكم في بحر الهزيمة والفشل والإفلاس . وأشار مشعل إلى أنّ الحركة أعدّت العدّة، ولم تذهب إلى الهيجا بغير سلاح ، وأردف قائلاً إمكاناتنا محدودة وعادية، ولكن إرادتنا ليست عادية وإيماننا ليس عادياً والمعركة فرضت علينا وسنواجهها . وحول الحوار الفلسطيني - الفلسطيني قال مشعل إنّ الحوار بمفهومة السابق مؤجل حتى نهاية الأزمة، إلى ذلك الحين واجبنا هو الاصطفاف الوطني الجاد ، داعياً الوسائل الإعلامية إلى إيقاف الحملات الإعلامية، مطالباً في الوقت نفسه بإيقاف الحملة الأمنية في الضفة الغربية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية . ولفت مشعل الانتباه إلى أنّ غزّة على الصعيد الإنساني منكوبة، وهو أمر له استحقاق إنساني ووطني وقومي وديني . وفيما يخص معبر رفح؛ قال مشعل نريد معبراً ككل المعابر، ونحن عرضنا قبل عام على الإخوة المصريين صيغة لإدارة المعبر تشترك فيه مصر والرئاسة وحماس والأوروبيون، ولكن لم يحصل شيء ولم يقل أحد أن حماس تريد معبراً لوحدها . وطالب بتعجيل إدخال المساعدات الإنسانية والفرق الطبية، وقال مطلوب التعجيل بإدخال المساعدات خاصّة من الفرق الطبية، وكل فلسطيني يموت لأنه لم يجد مساعدة طبية فدمه في عنق من أخّر دخول الفرق الطبية . وكشف مشعل عن تحركات واتصالات تجري مع الحركة؛ حيث قال هناك لقاءات واتصالات على الصعيد العربي والإسلامي والأوروبي، مستعدون للتعاون مع أي جهد وتحرك منصف يوقف العدوان ويرفع الحصار ويفتح المعابر، وعلى المتحركين أن يعرفوا أننا لن نخضع بشروط الاحتلال، فكما أن العدوان يعني حرباً ويوجب المقاومة، فإن الحصار يعني حرباً ويوجب المقاومة . كما توجّه مشعل بالتحية للجماهير التي أثبتت أن القضية الفلسطينية لا تزال القضية المركزية كما توجّه بالتخية لأحرار العالم الذين عبّروا عن سخطهم على العدوان وضغطوا على حكوماتهم حتى توقف تواطؤها ، مطالباً بمواصلة الاحتجاجات وعدم التوقف حتى ينتهي العدوان ويرفع الحصار وتفتح المعابر . ودعا مشعل أبناء وأنصار الحركة في العالم لاستنفار جهودهم وتعبئة طاقاتهم حتى يوقف العدوان ويرفع الحصار . وحول موقف الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قال مشعل بدايتك غير جيدة تصرح على ما يجري في بومباي ولا تعلق على ما يجري في غزّة . وختم خطابه بالقول لأهل غزّة الله معكم ونحن معكم والأمة معكم وأحرار العالم معكم والعدوان مندحر والحصار منكسر وغزة ستنتصر .