أدانت مختلف الفرق البرلمانية والمجموعات النيابية بمجلس النواب يوم الأربعاء 31 دجنبر 2008 العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي خلف مئات الشهداء وآلاف الجرحى، معلنة، خلال جلسة خصصت للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعا مختلف المتدخلين إلى قطع كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقترحين العديد من الأساليب للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي هذا الصدد، دعا مصطفى الرميد، رئيس فريق العدالة والتنمية، الحكومة إلى إعلان حداد وطني تعبيرا من المغاربة عن تقاسمهم لآلام الشعب الفلسطيني ومحنته الخطيرة، كما وجه نداء إلى كافة المغاربة وخصوصا النخب الفكرية والعلمية والاقتصادية والرياضية والفنية والسياسية إلى مزيد من الوعي بطبيعة الكيان الصهيوني العدوانية وغير المؤهلة للعيش بسلام، واعتماد نهج المقاطعة ورفض التطبيع مع هذا الكيان المجرم تحت أي شكل من أشكال التطبيع. وبعد أن عبر الرميد، في كلمته باسم الفريق، عن تقديره لكل المواقف المشرفة التي صدرت عن الجهات الرسمية والفعاليات الشعبية المناصرة للشعب الفلسطيني في محنته الجديدة، دعا الحكومة إلى وضوح أكبر في إدانة إرهاب الدولة الصهيونية والمبادرة إلى الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين في غزة الشهيدة. واعتبر أن خيار المقاومة هو الخيار الأوحد الذي أثبت عبر التاريخ جدواه في استرجاع الحقوق المسلوبة ودحر الاستعمار وكسر شوكة الظلم والطغيان الذي يمثل اليوم الكيان الصهيوني أبشع تجلياته، مطالبا الأنظمة العربية باتخاذ مواقف في مستوى التحدي والغطرسة الصهيونية لنصرة الشعب الفلسطيني، كما دعا الرئيس المصري إلى التحلي بالحد الأدنى من المسؤولية الإنسانية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بما يعزز قدرته على تحمل العدوان. ومن جهته، أكد أحمد الزيدي، رئيس الفريق الاشتراكي، أن إسرائيل ترتكب أكثر من 14 جريمة من منظور القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من جريمة الحصار، واحتجاز الرهائن إلى جريمة إبادة الجنس البشري، ومرورا بجرائم العدوان والقتل والتجويع وتدمير المباني بما فيها أماكن العبادة والمختبرات العلمية، وغيرها مما اتفقت عليه المجموعة الدولية على تجريمه. وقال الزيدي إن هذا الاستهتار لا يسائلنا نحن العرب والمسلمين ومحبي العدالة في العالم، ولكنه يسائل العقل الغربي والسياسة الغربية على مر أكثر من 60 عاما حاضنة لسياسة إسرائيل العدوانية. وأضاف عسى أن يكون صوتنا في المغرب نداء أخرس إلى الأمة العربية، وينبغي أن نندد بالممارسات الصهيوينة بكيفية مستمرة؛ لا أن نتوارى وراء التطبيع المقنع للتكامل مع الكيان الصهيوني. ومن جانبه، أوضح إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، أن سياسة إسرائيل الهمجية والموقف الدولي المتردد سوف لن ينتج إلا الحقد وتغذية الإرهاب، أما تكسير شوكة المقاومة فهو أمر مستحيل المنال، لأن التاريخ أثبت بأن المقاومة هي التي تنتصر في نهاية المطاف. ودعا السنتيسي إلى وضع حد للتطبيع وفتح حسابات لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة، كما وجه دعوة إلى المثقفين والفنانين والإعلاميين إلى تطويع الكلمة الهادفة والفن الملتزم لفائدة القضية الفلسطينية. وقال إن الاستهتار بالقيم والمبادئ الإنسانية والحضارية بقدر ما يسائل الضمير العالمي الرسمي بقدر ما يسائل المواقف العربية المحتشمة إزاء هذه القضية، هذه المواقف التي يمكن أن تكون أكثر فاعلية لو استحضرت مرجعيتها التاريخية، وما تتوفر عليه من ثروات وأسلحة مكدسة عدة وعددا، ولو لاءمت مواقفها مع المواقف الشعبية في بلدانها وبدوره، اعتبر عبد النبي الفيلالي، عن المجموعة النيابية لتحالف اليسار الديموقراطي، أن ما يقع في غزة هو إدانة صريحة لكل المهرولين إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإدانة لكل الذين كانوا يستعدون لاستقبال أحد رموز الكيان المجرم، وزيرة الخاريجة تيسي ليفني، مطالبا الدولة المغربية بـوقف التطبيع مع إسرائيل ، بمختلف أشكاله بدل الاكتفاء بالبيانات الجافة، والتي لا تترجم بصورة حقيقية عمق أسى وسخط الشعب المغربي. واقترح الفيلالي على الدولة المغربية فتح اكتتاب وطني، وجمع التبرعات للأشقاء الفلسطينيين، لرد جميلهم، وهم السباقين إلى مساندة ثورة عبد الكريم الخطابي في الريف وهو يواجه الاستعمار الغاشم، موجها نداء إلى الدول العربية لسحب سفرائها المعتمدين بإسرائيل. وفي كلمة لطيفة بناني سميرس، باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، اعتبرت أن الهجمات العسكرية الوحشية التي تقوم بها الجيوش الإسرائيلية على قطاع غزة تجسد بحق أبشع صور إرهاب دولة قامت على احتلال أرض لشعب بأكمله بدعم كامل من القوى الإمبريالية الاستعمارية. وطالب الفريق الاستقلالي مجلس الأمن الدولي بأن يتحمل مسؤوليته كاملة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتعجيل باتخاذ الإجراءات الرادعة للعدو الصهيوني التي لا زالت مستمرة في انتهاك جميع المبادئ والقيم الإنسانية والمواثيق الدولية. وفي السياق ذاته، أدان مجلس النواب بشدة الهجمة الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، معلنا تضامنه المطلق واللامشروط مع الشعب الفلسطيني.. ودعا المجلس، في بيان تمت تلاوته خلال هذه الجلسة، إلى وقف فوري لهذا العدوان الظالم وفتح المعابر في وجه المساعدات الإنسانية، محملا المنتظم الدولي كامل مسؤولياته التاريخية اتجاه هذا العبث الإسرائيلي الهمجي والمستهتر بالقيم والمبادئ الإنسانية وبثوابت القانون الدولي، معربا عن أمله في أن تخرج الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي المنعقدة بلبنان، والتي يشارك فيها البرلمان المغربي بوفد هام، بقرارات عملية وجريئة تكون في مستوى ما يشعر به الشارع العربي والإسلامي من آلام اتجاه معاناة الفلسطينيين. وعبر مجلس النواب عن اعتزازه بالتضامن والتأييد الشعبي المغربي للفلسطينيين عامة ولما يتعرضون له في غزة بالخصوص، مشيرا إلى أن هذا التضامن يتقاطع مع انشغالات جلالة الملك محمد السادس بأوضاع الشعب الفلسطيني وتطلع جلالته إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.وأكد المجلس أنه لن يدخر جهدا على مستوى الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن القضية الفلسطينية لدى المنظمات والهيآت الدولية وبرلمانات الدول الشقيقة والصديقة، وذلك بتوفير مزيد من الدعم للفلسطينيين، واتخاذ كل المبادرات التي من شأنها وضع حد لهذا الوضع اللاإنساني. يذكر أن هذه الجلسة، التي حضرها العديد من أعضاء الحكومة، تميزت بارتداء برلمانيين ووزراء الكوفية الفلسطينية كشكل من أشكال التعبير عن التضامن مع فلسطين كما عرفت رفع بعض الشعارات المؤيدة للقضية الفلسطيينة.