سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لطيفة بناني سميرس في الجلسة التضامنية مع الشعب الفلسطيني بمجلس النواب قطاع غزة يتعرض لأبشع الجرائم ضد الإنسانية التي تضرب في الصميم الشرعية الدولية وحقوق الإنسان
عقد مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي جلسة عمومية للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومطالبة كل الجهات بتحمل مسؤولياتها تجاه حملات التقتيل والإبادة التي تمارسها الآلة الحربية الإسرائيلية. وقد تدخلت كل الفرق النيابية لتندد بهذا العدوان وتطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات رادعة في حق إسرائيل كدولة معتدية. وفيما يلي تدخل لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق الاستقلالي بمجلس النواب: بقلوب خاشعة وعيون دامعة نودع كل ساعة أجرافا من الشهداء، شهداء قضية الكرامة والحرية ممثلين وممثلات في فلسطين التي ظلت في قلب المغاربة على الخصوص وفي قلوب جميع المسلمين في العالم، وفي قلوب جميع حملة الفكر الحر، ظلت نقطة حية دائمة قائمة لايمكن أن يستقر أي وضع للبشرية في العالم إذا لم يستقر الوضع في فلسطين. لانستطيع اليوم نحن في هذا المجلس الذي يمثل الشعب المغربي إلا أن نقدم أقل ما يمكن أن يقدم في مثل هذه الحالات وهو جلسة تعبيرية ومطلبية في نفس الوقت، تعبيرا عن تضامننا مع إخواننا الفلسطينيين وعلى الخصوص منهم ساكنة قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لأبشع الجرائم الانسانية ويواجهون أفظع أشكال الغطرسة وأبشع وسائل الدمار والإبادة، والتقتيل، وأخطر مذبحة جماعية على يد قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم، شملت المدنيين والعزل من أطفال ونساء وشيوخ، وخلفت مئات الشهداء ومئات الجرحى في صفوف شعب أعزل ما عدا من إيمانه وتقواه وصموده. كافح على الدوام من أجل أن يعيش بكرامة في وطن حر. إن الحرب غير المتكافئة التي تخوضها قوات الاحتلال وتؤكد على الاستمرار فيها ضد سكان غزة الأبرياء تؤكد بما لايدع مجالا لشك أن العدو الاسرائيلي لم تكن له ابدا أي نية في إقامة سلام عادل مع الشعب الفلسطيني كما يدعي، وأن المفاوضات التي كان قبل بها لم تكن سوى ربح للوقت لتحصين جداره الأمني وتقوية آلياته العسكرية الغاشمة. إن العدوان الهمجي للآلة الحربية الصهيونية على قطاع غزة الصامدة أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي يضرب في الصميم المواثيق والأعراف الدولية والقيم والحقوق في عمق مضامينها وأهدافها النبيلة، ويكرس سياسة التمييز بين الشعوب ويجسد قانون الغاب في ظل العلاقات الدولية المعاصرة، وسياسة الكيل بمكيالين على مرأى ومسمع من الجميع، وفي ظل احتفال العالم بمرور 60 سنة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأول حق للإنسان هو الحق في الحياة، وإسرائيل اليوم تحرم المواطنين من الحق في الحياة، والغارات الوحشية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي الغاشم على سكان قطاع عزة الأبرياء يضرب في الصميم الشرعية الدولية، والمنتظم الدولي بكل هيئاته ومنظماته، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي باعتباره المسؤول الأول عن إقرار السلم والأمن الدوليين طبقا لميثاق الأممالمتحدة، وما قد يترتب عن هذا العدوان الغاشم من نتائج وخيمة على الوضع الأمني بالمنطقة ككل، وتوتر يصعب التكهن بتداعياته ومداه الدولي والاقليمي. إن الهجمات العسكرية الوحشية التي تقوم بها الجيوش الإسرائيلية على قطاع غزة تجسد بحق أبشع صور ارهاب دولة قامت على احتلال أرض لشعب بأكمله بدعم من القوى الامبريالية الاستعمارية وما يزال، هذا الدعم قائما الى الآن. إن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية يغتنم هذه المناسبة ليقدم لعائلات الشهداء أحر التعازي وأصدق المواساة ويؤكد تضامنه المطلق مع سكان قطاع غزة الذين يمرون بفترة عصيبة ومحنة غير مسبوقة، ويعتبر أن هذه الأوضاع المأساوية تشكل تحديا مستفزا واختبارا عسيرا للأمة العربية والإسلامية ولكل القوى المحبة للسلام وحق الشعوب في الحياة والكرامة والحرية، انطلاقا من مبادئ التضامن العربي والإسلامي والإنساني، فهي ليست محنة العرب والمسلمين فقط بل هي محنة الإنسانية جمعاء. كما يعبر الفريق عن إدانته الشديدة للأعمال الوحشية التي يركتبها العدو الصهيوني ضد الأبرياء وتجريمه لسياسة الإبادة والتقتيل التي يمارسها الكيان الصهيوني هذا على أبناء غزة الأشاوس إيذانا منه أن مثل هاته الأعمال لن تزيد المقاومة الفلسطينية إلا قوة ولن تخدم الأمن والسلم بالمنطقة ولن تركع إرادة المقاومة الفلسطينية في تحرير أراضيها وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولكل ذلك يطالب الفريق الاستقلالي أولا أن يتفضل مجلس النواب بالقيام بوقفة ااحتجاجية وبعث رسالة للأمين العام للأمم المتحدة وأن تكون هذه الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الأممالمتحدة، ويطالب الفريق رئيس مجلس النواب أن يطلب اجتماعا عاجلا لاتحاد البرلمان الدولي لاختبار هذه القضية الإنسانية. ويطالب الفريق مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته كاملة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتعجيل باتخاذ الإجراءات الرادعة للعدو الصهيوني التي لاتزال مستمرة في انتهاك جميع المبادئ والقيم الإنسانية والمواثيق الدولية، ويطبق في حقه أحكام ميثاق الأممالمتحدة كدولة معتدية جعلت من الحرب غير المتكافئة خيارا استراتيجيا بدل اللجوء إلى المساعي السلمية للتوصل إلى سلم عادل ودائم بالمنطقة. ويرى الفريق أن المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة تتطلب أكثر من أي وقت مضى موقفا عربيا وإسلاميا موحدا من أجل تمكين الأمة العربية والإسلامية من مواجهة السياسات العدوانية التي تستهدفها في وجودها ومقدساتها وأرضها وثرواتها وكرامتها، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة كافة حقوقه بما فيها حقه الشرعي في إقامة دولته المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، تجاوز الفرقة والخلاف بين الفصائل الفلسطينية بما يضمن وحدتها ومناعتها وقوتها لمواجهة العربدة الإسرائيلية وسياستها القائمة على فرق تسد، ومن أجل ذلك يلتمس الفريق ويؤكد على الدول التي تسير في اتجاه التطبيع والمجاملة أن تتنحى عن هذا الاتجاه. والفريق إذ يعبر عن اعتزازه بموقف الشعب المغربي ملكا وحكومة وشعبا، واعتزازه بالمواطنين الذين كانوا من السباقين إلى التضامن المطلق مع إخوانهم في قطاع غزة من خلال مانشاهده وما نعيشه يوميا من مسيرات وتظاهرات تلقائية حاشدة تطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته كاملة، فإن هذا الاعتزاز لابد أن يجعلنا شامخين، ويجعل مطالبنا أكثر عمقا ودفعا من أجل أن تتخذ مجموعة من الإجراءات الضاغطة التي تمكن شعبا يرزح الآن تحت القوة الظالمة العاتية من أن يتحرر من هذه القوة ويمتلك باسم حقوق الإنسان حقه في الوجود والكرامة والاستقلال.