كشفت وزارة الداخلية أن كميات المخدرات المحجوزة في سنة 2008 انخفضت مقارنة بسنة ,2007 وأرجعت ذلك إلى جهود مكافحة الاتجار في المخدرات إنتاجا وترويجاً، وحسب مديرية الهجرة ومراقبة الحدود فإنه تمت مصادرة قرابة 111 طناً من مخدر الكيف (القنب الهندي)، و33,584 كيلوغراما من الكوكايين، و6,28 كلغ من الهيروين، فضلا عن 43 ألف و510 وحدة من المواد المهلوسة. وفي غياب أرقام عما حجزته قوات الدرك الملكي، ذكرت إدارة الأمن الوطني أنه بين فاتح يناير و30 نونبر الماضي تقلصت الكميات المصادرة من القنب الهندي من 65 طناً سنة 2007 إلى 60 طناً سنة ,2008 وأما كميات الكوكايين فعرفت تراجعا كبيرا من 209 كلغ إلى 32 كلغ، وانخفض عدد المحجوزات من المواد المهلوسة من قرابة 51 ألف وحدة إلى 41 ألفا و,880 في حين ارتفعت الكميات المصادرة من الهرويين 3 مرات تقريبا لتنتقل من 1,917 كيلوغرام إلى 5 كيلوغرامات و471 غرام، وهو ما يشير إلى متغير جديد ظهر على خريطة تجارة المخدرات بتحول المغرب بشكل تدريجي إلى معبر لهذا المخدر القوي من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا. وتصدرت كالعادة مدينة طنجة قائمة المناطق المغربية من حيث حجز المخدرات، بنحو 31 طنا، تليها أكادير بـ 241,7 طناً ثم الدارالبيضاء بـ 7,15 طناً، ثم الناظور حيث حجز 4 أطنان و512 كلغ، فتطوان بـ 4 أطنان و155 كلغ. وحسب إدارة الأمن فإن أكثر من 11 % من مجموع الكميات المصادرة من المخدرات كانت موجهة إلى السوق الداخلية (7,159 طناً)، والسواد الأعظم موجه للإتجار الدولي (53 طن و26 كلغ). وتعليقا على أرقام وزارة الداخلية، نفى رئيس مركز الأبحاث حول المخدرات موسى سالم أن يكون ترويج أو استهلاك المخدرات قد تراجع العام الماضي مقارنة بسنة ,2007 بل هناك ارتفاع في استهلاكها لاسيما في صفوف التلاميذ، وأضاف أن تعاطي المخدرات تجاوز تلاميذ الثانويات إلى تلاميذ الإعداديات، مشيرا إلى ظهور أنواع جديدة خلال 2008 من المواد المهلوسة على شكل غبار تروج على نطاق واسع. ولاحظ موسى في تصريح لـ التجديد أنه تحقق في الآونة الأخيرة وعي لدى وزارة الداخلية بخطورة الظاهرة على تلاميذ المؤسسات التعليمية، وأصبحت تسير دوريات في محيط المدارس في بعض المناطق كسيدي مومن والبرنوصي بمدينة الدارالبيضاء، إلا أنه عاب على إدارة الأمن الافتقار إلى دوريات متخصصة ومدربة على مكافحة المخدرات، وليس ما يحصل الآن من تسيير دوريات عادية لا تتدخل إلا عند نشوب شجار أو اعتداء نتيجة تناول المخدرات، ذلك أن هذه الدوريات لا تحارب استهلاكها في الفضاء العام. وعلى الصعيد القضائي، اعتبر المتحدث نفسه أن من بين العوامل التي لا تساعد على محاربة آفة المخدرات عدم تطبيق القوانين بصرامة في حق مروجيه، بحيث يخلى سبيله بعد فترة قصيرة من اعتقاله، وحتى عندما يحاكمون يدانون بأحكام سجن وغرامات غير مشددة. وبخلاف رأي رئيس مركز الأبحاث حول المخدرات، اعتبر عبد المجيد القادري رئيس جمعية الأزهار بالدارالبيضاء، وهي إحدى الجمعيات المسؤولة عن تنظيم قوافل في المغرب لمحاربة المواد المهلوسة، في تصريح لـالتجديد أن سنة 2008 عرفت انخفاضا نسبياً في ترويج واستهلاك المخدرات، لاسيما الأقراص المهلوسة، موضحا أن مجهودات الجمعيات والأمن والجمارك في حجزها والتوعية بخطرها أسهم في رفع ثمنها وبالتالي انخفض الطلب عليها، بحيث ارتفع ثمن ما يسمى بولا حمرة من 5 دراهم للوحدة سنة 2003 إلى 60 درهم سنة .2008