أبانت تقارير دولية جديدة أن تجارة المخدرات بالمغرب لم تعد تقتصر على الحشيش والقنب الهندي فقط، بل دخل المغرب إلى باقي المخدرات الأخرى من أوسع أبوابها. وفي هذا الإطار كشف تقرير سنة 2009 حول الاتجار عبر الحدود ودور القانون في غرب إفريقيا الذي أصدره مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة حديثا، أن المغرب سجل أضخم نسبة من المحجوزات من الكوكايين بإفريقيا، إذ بلغت سنة 2007 حوالي 3700 كيلوغرام، وتونس 250 كيلوغراما وموريتانيا 1460 كيلوغراما والبنين 360 كيلوغراما. وتبقى كلفة هذه المخدرات باهضة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والمتمثلة في تنامي ظاهرة الإجرام، والتفكك الأسري، وبروز جيل جديد من المدمنين أبان عن فشله على المستوى الدراسي والمهني. هذا وبلغت كمية الكيف (القنب الهندي) المحجوزة من قبل أجهزة مكافحة المخدرات خلال الأشهر الثمانية من سنة 2009 (من 1/1/2009 إلى 31/08/2009 ) أزيد من 100 طن مقابل 111 طنا خلال السنة الماضية، وهو ما يشكل ارتفاعا كبيرا في كمية المحجوزات من المخدرات خلال السنة الجارية. وبلغت كمية الشيرا المحجوزة أزيد من 172 طنا و875 كيلوغراما حسب مصدر من وزارة الداخلية، في حين وصلت كمية المحجوز من الكوكايين 18 كيلوغراما و188 غراما، والهروين 27 كيلوغراما و541 غراما. وبلغت كميات وحدات الحبوب المهلوسة (القرقوبي) 25000 وحدة. وفي السياق ذاته، تمكنت المراقبة الأمنية من تفكيك العديد من الشبكات المتخصصة في هذا الميدان، لاسيما وأن الحكومة الأمريكية قد خصصت مساعدات للمغرب لمحاربة المخدرات وصلت إلى مليون دولار السنة الجارية، بزيادة تصل إلى النصف مقارنة مع سنة ,2008 والتي لم تتجاوز 496 ألف دولار، حسب التقرير السنوي لمكتب محاربة المخدرات بوزارة الخارجية الأمريكية الذي صدر أواخر شهر فبراير .2009 وجاء في التقرير نفسه أن عدد بلدان العالم، التي تقول إن المغرب يشكل المصدر الرئيس لالكيف إليها، انخفض من 31 دولة سنة ,2003 إلى 18 دولة سنة ,2006 وهو ما يعكس -حسب المكتب الأمريكي- تحقيق المغرب لبعض النجاحات في محاصرة تجارة المخدرات. ومن جهة أخرى ذكرت إدارة الأمن الوطني أنه بين فاتح يناير و30 نونبر 2008 تقلصت الكميات المصادرة من القنب الهندي من 65 طناً سنة 2007 إلى 60 طناً سنة ,2008 وأما كميات الكوكايين فعرفت تراجعا كبيرا من 209 كلغ إلى 32 كلغ، وانخفض عدد المحجوزات من المواد المهلوسة من قرابة 51 ألف وحدة إلى 41 ألفا و,880 في حين ارتفعت الكميات المصادرة من الهروين 3 مرات تقريبا لتنتقل من 917,1 كيلوغرام إلى 5 كيلوغرامات و471 غرام، وهو ما يشير إلى متغير جديد ظهر على خريطة تجارة المخدرات بتحول المغرب بشكل تدريجي إلى معبر لهذا المخدر القوي من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا. ويعتبر المغرب أهم جهة سجلت أكبر حجم من المضبوطات على الصعيد الإفريقي والدولي من حيث الكمية (440 طن)، إذ بلغت نسبة العمليات 811 عملية ما بين سنتي 2005 و,2007 متبوعة بأفغانستان وإسبانيا وباكستان وهولندا والبرتغال وفرنسا وألمانيا والجزائر وإيران. أما من حيث عدد العمليات فيحتل المغرب الرتبة الثالثة بعد كل من أفغانستان وإسبانيا. وبلغت الكميات المحجورة بالمغرب خلال هذه الفترة 440 ألف كيلوغرام، حيث جاء على رأس الدول التي سجلت أعلى عمليات الضبط، متبوعة بأفغانستان وإسبانيا وباكستان. وعلى الصعيد الإفريقي يأتي المغرب في الرتبة الأولى متبوعا بالجزائر ومصر. كما تم ضبط كميات كبيرة في إفريقيا، وهو ما يمثل 11 في المائة من مضبوطات عشب القنب العالمية في عام .2007 وسجلت أقل نسبة من مضبوطات بمصر وملاوي وجنوب إفريقيا، مما أسفر عن زيادة في الانخفاض العام في مضبوطات بإفريقيا. وأفاد التقرير العالمي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن الدول التي تعتبر مصدر الكميات المحجوزة من المخدرات سنة 2007 هي كل من المكسيك (39 في المائة من المجموع العالمي)، ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية (26 في المائة) ، وبوليفيا 8 في المائة، ونيجيريا 4 في المائة، والمغرب 4 في المائة، وكولومبيا 3 في المائة وباراغواي 3 في المائة. وبخصوص عمليات ضبط القنب الهندي، سجلت أعلى نسبة بإسبانيا بحوالي 50 في المائة، يليها المغرب ب9 في المائة، وإيران 7 في المائة، وباكستان 8 في المائة، وأفغانستان 6 في المائة، وبلجيكا 5 في المائة، والبرتغال 3 في المائة، وفرنسا 3 في المائة. وحصل مكتب الأممالمتحدة على معطيات حول المحجوزات بحوالي 176 خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و2007