دعا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل فلسطينالمحتلة عام 1948 إلى التدخل العاجل على المستوى الرسمي والشعبي لإنقاذ الأوقاف المغاربة في القدسالمحتلة وأكنافها من يد العبث الإسرائيلية والتي تتعرض لحملة تدمير وطمس. وأكد الشيخ صلاح، خلال المقابلة مع فضائية الجزيرة من المغرب ضمن برنامج الحصاد المغربي، أن أوقاف المغاربة أوسع من حارة المغاربة التي تحمل قصة تاريخية منذ أكثر من (900) عام. وقال: إلى جانب حارة المغاربة هناك قرية عين كارم، التي كانت ولا تزال بكل بيوتها وأرضها وحقولها وأشجارها وعيونها وقفا على المغاربة، وهناك سند وقف يؤكد ما أقول بالتفصيل، بالإضافة إلى ذلك هناك وقف للأهالي المغاربة في المدينة التاريخية الإسلامية التي تعرف الآن باسم مدينة الرملة. وأضاف: كان لهم -المغاربة- هناك -بالرملة- أوقاف واسعة بهدف أن يصرف ريعها عليهم في القدس حفاظاً على بقائهم فيها، كخط دفاع إسلامي في عهد صلاح الدين الأيوبي، وفي عهد ابنه الأفضل علي بن صلاح الدين، وكذلك هناك أوقاف منتشرة أخرى في أماكن شتى في مدينة القدس وفي أكناف المدينة، هذه الصورة العامة عن الأوقاف المغربية. كما سلط التقرير الضوء على الأوقاف المغاربية في القدس وعموم البلاد، وعلمت مؤسسة الأقصى أن ملف الأوقاف المغاربية وصل إلى قبة البرلمان في عدة دول من المغرب العربي من ضمنها الجزائر والمغرب وموريتانيا والتنسيق معها لحماية تلك الأوقاف. وحول ماهية وأساليب التحرك للدفاع عن الأوقاف المغاربية؛ قال الشيخ صلاح: المطلوب العمل الدؤوب على إحصاء كل هذه الأوقاف، وتوثيقها وعندها ستكون بين أيدينا الصورة الواضحة عن حال كل الأوقاف المغاربية وما هدم منها، والذي صودر منها، والذي هو في خطر أن ينهار. وأضاف بناءً على ذلك هناك توجد ضرورة لتدخل مغربي رسمي على صعيد الحكومة المغربية، وعلى صعيد مؤسسات فاعلة لها دور كبير مثل وكالة بيت المال التي مقرها في بلاد المغرب، وهناك حاجة لتدخل لجنة القدس التي أيضا مقرها في دولة المغرب ويرأسها جلالة الملك محمد السادس. وحول إذا ما كان هنالك تقصير من دول المغرب العربي؛ أكد أن القضية ليست تقصيراً إنما لم تطرح بزخمها المطلوب حتى الآن، ولعلنا نحن كنا المقصرين، لم نطرحها بثقلها وبقيمتها التاريخية والحضارية والدينية، ولكني أستبشر خيرا الآن، فكونها تطرح بهذا الزخم القوي شعبيا ورسميا على صعيد برلمانات مثل المغرب والجزائر وموريتانيا على صعيد إعلامي قوي جدا، وهذا يبشر بخير. وقال: أنا على يقين أنها ستلقى السعي الدؤوب لتداركها، ولا أبالغ إذا قلت إنها في وضع حرج جدا، وأعطي مثالاً على ذلك حارة المغاربة عام 1967 هدم الاحتلال منها (150) عقاراً، وهدم مسجدين ومدارس، إلا انه بقي منها (500) عقار. وأضاف نتيجة الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى وحارة المغاربة. كثير من هذه البيوت تصدعت وتهددها خطر الانهيار، إن لم يكن هناك سعي دؤوب لتداركها، لذلك هناك حاجة ملحة لتدخل سريع لإنقاذها، ولإنقاذ مسجد عين كارم، ومقبرة عين كارم التي تندثر وقد تصبح أثراً بعد عين، وهناك حاجة لتدخل لإنقاذ أوقاف المغاربة في مدينة الرملة التي لا نعرف مصيرها بالضبط، مع كل ألمي، حتى هذه اللحظات.