إن كثرة متطلبات أسرتك مع انخفاض القدرة على التحكم فيها، وعدم التوافق بين الوظيفة وعمل المنزل تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، فمتطلبات العائلة والوظيفة تعدلها وظيفتان لهما متطلبات عالية. لذلك يصيب المرأة العاملة الكثير من الإجهاد بسبب عملها المزدوج، فعندما تكون في وظيفتها تفكر في متطلبات زوجها ومسؤوليات منزلها وأطفالها؛ مما يسبب لها الإجهاد النفسي والبدني، وهذا له تأثير ضار على صحتها على المدى الطويل، فقد لوحظ أن النساء اللاتي عانين من الضغوط بسبب توزعهن ما بين متطلبات العمل في المنزل والوظيفة تعرضن أكثر من غيرهن لدخول المستشفى أكثر من مرة؛ بسبب الإصابة بمرض القلب. بالإضافة إلى أن اضطرارها إلى الخروج للعمل، ثم عودتها مرهقة إلى المنزل لتجد أعمالا ومسؤوليات كثيرة تنتظرها، وأطفالا يبكون ويشاغبون، كل ذلك يؤدي إلى فقد اتزانها وعواطفها، فتقسو على أطفالها بالضرب، وربما أدى هذا الضرب في كثير من الأحيان إلى جروح أو عاهات، فيدفعها ذلك إلى التفكير بأنها لا تستطيع أن تؤدي دورها كأم، فتقع فريسة لتأنيب الضمير والشعور بالذنب والقلق والاكتئاب والحزن والرغبة في ترك العمل، أو العكس؛ بالعطف الزائد على الأولاد على سبيل التعويض، أو تحاول أن تبرز وتتفانى في أداء أعمال المنزل والمهارة فيه حرصا على إرضاء نفسها وزوجها وأسرتها، ولتبرهن على أن العمل لم يأخذها من بيتها وزوجها وأطفالها، وكل ذلك سيزيد من تعبها وإرهاقها، وسيؤثر ذلك سلبا حتى على الجنين إن كانت حاملا . عمل المرأة مكسب وطني وأسري وشخصي وإسهام أساسي في رفع الدخل القومي وتحسين المستوى المعيشي للفرد. ليس لعمل المرأة أي نتائج سلبية على الأسرة أو المجتمع إلا في الظروف التي لا يتوفر فيها التفهم لطبيعة عملها والتعامل الإيجابي مع ظروف عملها، لذلك يجب التعاون معها وعدم الضغط عليها بالطلبات الكثيرة التي تكون فوق مستوى طاقتها، لكي لايؤثر ذلك على صحتها مما ينعكس سلبا على الزوج والأبناء وانسجام الأسرة.