حددت مدونة الأسرة السن القانونية للزواج في سن 18 كحد أدنى, استجابة للإكراهات الاجتماعية والاقتصادية ولبعض العادات السائدة في المجتمع. لكن الواقع المعاش يؤكد وجود تحول كبير في نظرة فتيات اليوم للزواج والسن الملائمة لدخول هذه التجربة المصيرية، ولمواصفات شريك الحياة. «المساء» طرحت السؤال على فتيات في سن الزواج لمعرفة رأيهن في الزواج المبكر وخرجت بالشهادات التالية: الزواج مسؤولية كبيرة ولا يحقق الراحة النفسية للمراهقات مريم داوود «طالبة» الزواج مسؤولية كبيرة ويتطلب التضحية بأمور كثيرة، وفي مقدمتها الراحة النفسية التي لن تجدها فتاة لا تزال في سن المراهقة، وشخصيا لن أكون سعيدة إذا تزوجت وأصبحت مرغمة على ترك الدراسة لأنني أبدا لن أتركها لصالح الالتزام بالواجبات الأسرية ومتطلبات زوجي. شباب اليوم ليس قادرا على الزواج حتى في الأربعين فما بالك في سن مبكرة بورزيزة دنيا «أخصائية تجميل» شباب اليوم ليس قادرا على الزواج حتى في سن الأربعين فكيف في سن مبكرة، والسبب هو غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل الشاب يضيع وقتا طويلا قبل أن يجد وظيفة قد لا تناسب مؤهله العلمي، ثم عش الزوجية بعد ذلك. لذلك فمن المحال أن تتزوج الفتاة من شاب يقترب من عمرها ولأنه لن يستطيع أن يوفر لها حياة كريمة، اللهم إذا قبلت الارتباط برجل يكبرها بعدة سنوات لكي تستطيع أن تؤمن لنفسها حياة مقبولة، لكن هذه الحياة، للأسف، تكون في حضن زوج عجوز. الفتاة الصغيرة لا تستطيع تحمل مسؤوليات الزواج إدريسي مريم «طالبة» للزواج المبكر سلبيات كثيرة، وأنا أعرف بعض الفتيات اللواتي تزوجن في سن صغيرة وانتهى بهن الأمر مطلقات في بيوت آبائهن. أعتقد أن الفتاة التي لم تتجاوز سن العشرين تفتقر للمعرفة والقدرة على تحمل المسؤولية الزوجية، وفي غالب الأحوال تجد صعوبة في التأقلم مع متطلبات البيت والزوج، لكن لا ينبغي تعميم هذا الكلام والجزم بأن النهاية الحتمية لكل زواج مبكر هي الفشل، بدليل أن هناك فتيات صغيرات نجحن في حياتهن الزوجية وإن كن قلة، لذلك أفضل ألا تقدم الفتاة على هذه الخطوة المصيرية إلا بعد تجاوز الثلاثين، بشرط أن يكون الفرق العمري بينها وبين زوجها مقبولا. أنصح الفتيات بتحصين أنفسهن بالعلم والوظيفة لأن الزواج لم يعد صمام أمان سناء الجميلي «مصممة أزياء» أنا لست ضد الزواج المبكر، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فان لم تفعلوا تكن فتنة)، لكن الواقع المعاش يقر غير ذلك، ويؤكد بأنه لم يعد من المناسب اليوم الارتباط في سن مبكرة، وأنا أنصح الفتيات بعدم الإقبال على هذه الخطوة قبل أن يتحصن بالعلم وبالوظيفة أيضا، لأن الزواج لم يعد صمام أمان، بدليل أن عددا كبيرا من الفتيات أصبحن مطلقات في عمر الزهور، بعد أن قررن الارتباط بشبان ليس لديهم مورد رزق ثابت. رفع السن القانونية للزواج يفيد الرجل والمرأة على حد سواء مريم لكريمي «مربية» أعتقد أن الزوج والزوجة والمجتمع استفادوا جميعا من رفع السن القانوني للزواج الذي نصت عليه مدونة الأسرة، وأصبح الشاب بذلك مجبرا على التريث قبل خوض تجربة الارتباط بشريكة العمر، من قبيل اختبار وملامسة التوافق الفكري قبل قرار الارتباط. هذا الأخير يجب أن يكون بين طرفين لهما وعي وإدراك تامان بحجم المسؤولية التي ستلقى على عاتقهما بمجرد الزواج وتكوين بيت . الإنجاب في سن مبكرة يجنب الإصابة بأورام الثدي للزواج والحمل والإنجاب في سن مبكرة إيجابيات كثيرة أهمها إمكانية الإنجاب، ذلك أن نسبة حدوث الحمل عند الفتيات الصغيرات تكون مرتفعة بشكل كبير مقارنة بالفتيات المتقدمات في العمر. كما أن أورام الثدي والرحم والمبايض تكون بنسب أقل عند النساء اللواتي يبدأن الحمل والإنجاب في السنوات المبكرة. وفي هذا الصدد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن حالات الحمل خارج الرحم هي 17، 2 في كل ألف عند النساء اللواتي يزيد عمرهن عن 35 سنة، بينما تقل النسبة إلى 4،5 في الألف عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و24 سنة. كما تزيد نسبة الإجهاض من 2 إلى 4 أضعاف عند النساء اللواتي تعدين 35 سنة، ولا ننسى أن العمليات القيصرية والولادة المبكرة والتشوهات الخلقية ووفاة الجنين داخل الرحم ووفاة الأطفال بعد الولادة ترتفع جميعها نسبيا كلما زاد عمر الحامل. إن الحمل والإنجاب عمل متكرر والمرأة بحاجة إلى فترة زمنية متباعدة بين طفل وآخر، ولذلك فإن المرأة التي تتزوج في سن متأخر سوف تنجب أطفالها في سن متأخر أيضا، ومن الثابت طبيا أن الأمراض المزمنة تبدأ بالظهور أو تزيد استفحالا كلما تقدم الإنسان في العمر. وهذه الأمراض المزمنة تزيد من مخاطر الحمل والإنجاب، وقد تقف أحيانا عائقا أمام الحمل والإنجاب.