تلقى مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل الذي يشتغل على القضايا العالقة بين المغرب وإسبانيا، رسالة من ديوان رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو، حول موضوع مساهمة آلاف المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، وثمنت الرسالة العمل الذي يقوم به المركز، وأوضح أن معرفة التاريخ تشكل دعامة أساسية لكل مستقبل زاهر وواعد وأكدت على أن الحكومة الإسبانية ستتابع الموضوع بكل ما يستحقه من اهتمام، وذلك انطلاقا من الاحترام الشديد لفصل السلط في إسبانيا، وبناءا على استقلالية السلطة القضائية، وكان المركز قد بعث برسالة خلال شهر أكتوبر المنصرم إلى رئيس الوزراء الإسباني عبر سفارة الرباط ، قال فيها إن الحرب الأهلية التي شهدتها إسبانيا كان لها ارتباط وثيق بالمغرب؛ بحكم مشاركة أزيد من 130 ألف مغربي تم إرسالهم من شمال المغرب وجنوبه الذي كان يخضع للحماية الإسبانية إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وأغلبهم أجبروا على خوض حرب كانت أجنبية عنهم. وأشار المركز إلى أن الذين تم استقدامهم من صحراء سيدي إفني وجبال الريف ومناطق جبالة تعرضوا إلى معاملة سيئة من طرف الإسبان باعتبارهم يدا عاملة رخيصة قبل أن يتحولوا إلى أجساد يستخدمها الإسبان في تصفية حساباتهم الداخلية. وأمام هذا الوضع أوضحت الرسالة أنه ليس المهم فقط تحديد الظروف التي اختفى فيها آلاف المغاربة خلال هذه المواجهة العسكرية، ولا حتى جبر الضرر المادي والنفسي، بل ينبغي القيام بمصالحة بهدف إعادة الاعتبار إلى هؤلاء الجنود، وتصحيح صورة (المورو) لكونها محبطة، ولأنه من المؤسف أن نجد هذه الصورة سلبية في المخيال الشعبي الإسباني بعد مرور كل هذه السنوات. يذكر أن مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل تأسس يوم الاثنين 16 يونيو 2008 ويهدف إلى تصحيح الصورة السلبية التي تكرست في المخيال الجماعي الإسباني عن المغاربة وصورتهم جراء مشاركتهم في الحرب، وبلورة منهجية حقوقية لمعالجة مختلف الملفات والقضايا العالقة التي تعيق بناء علاقة مغربية إسبانية سليمة ( استعمال الأسلحة المحظورة دوليا في حرب الريف، مستقبل مدينتي سبتة ومليلية وباقي أجزاء التراب المغربي المحتل، سؤال الدّيْن التاريخي الاستعماري) .