بعد الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي المحلي بفاس في موضوع المنظور الإسلامي للمساواة بين الرجل والمرأة نهاية شهر نونبرالمنصرم. عمم المجلس العلمي بالرباط مذكرة على الخطباء والواعظين والواعظات بمساجد الرباط والصخيرات تمارة، يدعوهم فيها إلى تخصيص بعض خطبهم للجمعة ودروسهم الوعظية خلال شهري دجنبر ويناير للحديث عن حكمة الإسلام وأحكامه فيما فرضه الله تعالى لكل من الذكر والأنثى من فرائض الإرث، ودعا المجلس العلمي بالرباط كافة الخطباء والوعاظ إلى بيان حقوق المرأة وكرامتها كما هي مقررة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأوضح أنه من شأن ذلك توعية الناس وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وخصوصا في العلاقات الأسرية والمعاملات الاجتماعية حتى يسود التفاهم القائم على التواد والتراحم والتكافل بين كل مكونات مجتمعنا المسلم. من جانبه خصص المجلس العلمي المحلي بالجديدة البرنامج الثقافي والعلمي خلال شهر دجنبر لهذا الموضوع وسطر عدة أهداف من بينها: بيان الحكمة من تمييز الذكر عن الانثى في الميراث، وتوعية المرأة المغربية المسلمة بشريعتها وحقوقها وواجباتها، وكذا شرح مفهوم المساواة على هدي الكتاب والسنة، وذلك انطلاقا من قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين، وبرمج مجلس الجديدة ثلاث محاضرات خلال هذا الشهر هي نظام الارث في الإسلام الحكم والمقاصد، و الحكمة من إعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث، و شهادات حول المرأة في الإسلام. هذا ودعا المجلس جميع الوعاظ والواعظات وخطباء الجمعة إلى تناول الموضوع، كما سيعمل على إنجاز مطوية في الموضوع توزع على ساكنة مناطق نفوذ المجلس. وتأتي هذه الحملة استجابة للمذكرة التي وجهها الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف إلى رؤساء المجالس العلمية المحلية بتاريخ 17 أكتوبر الماضي، بشأن التعبئة الجادة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوعية المرأة المغربية المسلمة بشريعتها وكذا العمل على شرع مبدأ المساواة وبيان مفهومه على هدي من الكتاب والسنة وذلك ردا على مطالب بعض الجمعيات النسائية بالمساواة في الإرث بين الجنسين، والاجتهاد في بعض حالات التعصيب وخاصة حالة وفاة الأب مخلفا البنات فقط. وفي السياق ذاته تعتزم خلية شؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي بالدار البيضاء تنظيم ندوة علمية ومحاضرة قبل نهاية هذا الشهر تتناول فيها الحقوق التي أقرها الإسلام للمرأة ومظاهر تكريمها في القرآن الكريم، إضافة إلى سلسلة من الندوات يعتزم المجلس تنظيمها لاحقا، ونفس الأمر في مدينة أكادير. وكان الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف قد حسم النقاش في هذا الموضوع، وأوضح في حوار مع جريدة التجديد أنه لا يلوم الجهات التي تبنت الدعوة للاجتهاد لتعديل نظام الإرث لأنها بحسبه لا تعرف مجالات الاجتهاد، وأضاف أن الغاية من المذكرة التي عممها على المجالس العلمية تبصير الناس بقضايا المواريث الذي يبدو أن كثيرا من الناس يجهلونه، وأكد على أن قضية الميراث حسمها كتاب الله وسنة رسوله ودقق أهل العلم كل ما تحتاجه من تفاصيل، ولذلك فالزيادة فيه أو النقصان منه غير وارد ومقبول لدى الإنسان المسلم.