كما كان متوقعا منذ أسابيع فإن باراك أوباما سوف يكون هو الرئيس المقبل للولايات المتحدةالأمريكية. و لم يسبق أن كان التحمس لرئيس بهذا القدر من الهذيان منذ جون كيندي سنة .1960 ونسبة المشاركة بلغت خمسا وستين في المائة وهي أعلى نسبة منذ .1908 ولقد ضجت مكاتب التسجيل في اللوائح الانتخابية بالجماهير المهيَّجة. وكل الصحافة الدولية الأساسية (الواسعة الانتشار) قد أجمعت على التبشير بالمرشح الديمقراطي. وهكذا تم تشغيل الآلة الدعائية بدهاء لا مثيل له. **** يجب تغيير كل شيء لضمان ألا يتغير شيء على الإطلاق غوسيبي لامبيدوسا كما كان متوقعا منذ أسابيع فإن باراك أوباما سوف يكون هو الرئيس المقبل للولايات المتحدةالأمريكية. و لم يسبق أن كان التحمس لرئيس بهذا القدر من الهذيان منذ جون كيندي سنة .1960 ونسبة المشاركة بلغت خمسا وستين في المائة وهي أعلى نسبة منذ .1908 ولقد ضجت مكاتب التسجيل في اللوائح الانتخابية بالجماهير المهيَّجة. وكل الصحافة الدولية الأساسية (الواسعة الانتشار) قد أجمعت على التبشير بالمرشح الديمقراطي. وهكذا تم تشغيل الآلة الدعائية بدهاء لا مثيل له. خلال الحملات السابقة كانت هذه الآلة قد سُخرت للديمقراطي الآخر بيل كلينتون، الذي لم يتوقف خلال فترتيه الانتخابيتين عن قصف العراق باليورانيوم المفقرـ وعن تشديد الحصارعليه متسببا في مقتل مليون ونصف مليون شخص (ثلثهم أطفال)، كما أنه شن حربا نووية أخرى في يوغسلافيا... ثم قامت نفس الآلة الدعائية فيما بعد بالتهليل لشريكه في جرائم في حق الإنسانية آلبيرت غور، وتستمر منذ فشل هذا الأخير في كيل التهم ل(الشرير) رالف نادر بكونه المسئول عن انتخاب جورج وولكر بوش سنة .2000 وهي نفسها الآلة التي كانت تتمنى فوز المثقف المترهل جون كيري صاحب المواقف الأكثر عدوانية من بوش فيما يخص العراق. وأما فيما يتعلق بأوباما فقد ركزت على شبابه، و على لون بشرته وأصوله العِرقية بالخصوص (مع أنه في الحقيقة ذو أصول مختلطة وليس إفريقي-أمريكي، وذو ثقافة غربية) تماما كما ركزت في ما يخص هيلاري كلينتون على جنسها. وهكذا سوف يكون في إمكان أمريكا البيضاء أخيرا أن تكفر عن ماضيها في الرق والتمييز العنصري. üüüüü بعد الفترتين الرئاسيتين لـجورج وولكر بوش (الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية)، الموشومتين بحربين عدوانيتين أصابتا الميزانية الأمريكية بعطب ثقيل جدا (ستمائة مليار دولار بالنسبة للعراق فقط حسب الخبيرجوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد.. وأكثر من ذلك بكثير حسب مصادر أخرى) وساهمتا بشكل واسع في تعميق مديونيتها فإن الغالبية الكبرى من أفراد الشعب الأمريكي قد وضعت كل آمالها في سيناتور هيلينوا الشاب الطموح، وهم يقرنوه بـ جون فيدجرالد كيندي وب مارتان لوثر كينغ. وهكذا، فإن باراك أوباما قد أثار الأمل والتطلعات الحالمة لدى الطبقات المعوزة، ولدى الأفارقة ـ الأمريكيين، والأقل سمرة منه، وكذلك لدى تقدميي العالم أجمع. إن أول ملون يمثل حزبا كبيرا في الانتخابات الرئاسية، ويملك نبوغا سياسيا حقيقيا، وله كاريزما ومواهب خطابية استثنائية قد عرف كذلك كيف يعيد في خطبه نفس نبرة ونفس مضامين هذين الرمزين التاريخيين الذين تفتخر بهما الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولقد ألقى خطاب ترشيحه من طرف الحزب الديمقراطي في اليوم الذي يوافق بالضبط الذكرى الخامسة والأربعين للخطاب الشهير الذي قال فيه مارتان لوثر كينــــغ قولــــتـــه الشهــيرة: لـدي حلم (I have a dream). وأهم شعاراته التي انتقاها له وأحسن اختيارها مستشاروه في التواصل خلال حملته الانتخابية كانت هي: نعم نستطيعYes we can)) وسوف نغير مجتمعين هذا البلد ونغير العالم. وفقط، على أساس برنامجه للانتخابات الأولية، وعلى أساس خطبه الشعبوية حاز على دعم مثقفين ومفكرين من أمثال ناووم تشومسكي، وفنانين معروفين بالتزامهم منذ زمن طويل في الحركات المعادية للحروب (من أمثال جون بيز وباتي سميث وبروس سبرينغستين وبوب ديلان ومايكل مور وسوزان سارادون...) وكذلك الآفرو- أمريكيين ستيفي ووندر وسبايك لي)، بينما لم يحصل (خصمه) إلا على دعم ممثلين مشهورين بانتمائهم لليمين المتطرف (آرنولد شوارتزينيغر وسيلفيستر ستالوني). الوجه الخفي لباراك أوباما في الوقت الذي التهبت الجماهير حماسا من أجل سيناتور الإيلينوا، بدون أدنى امتياز إلا لون بشرته، وشبابه أو رقته وحنانه تجاه جدته من أمه (البيضاء) التي ربته، وهي على فراش الموت. واعتمادا فقط على البرنامج الذي عارض به برنامج هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الأولية فإننا نريد هنا أن نستعرض سلوكاته وتصرفاته على مر الشهور ومواقفه السياسية المتضمَّنة في موقعه على الإنترنيت. أوباما ليس أقل عدوانية >سوف أشيد جيشا للقرن الواحد والعشرين، وشراكة بنفس قوة التحالف ضد الشيوعية الذي انتصر في الحرب الباردة، حتى نكون على الدوام في حالة هجوم من جيبوتي إلى قندهار< هذا ما قاله باراك أوباما. بينما كان خلال الانتخابات الأولية معارضا لـهلاري كلينتون حول إيران متعهدا بملاقاة رئيس هذه الدولة بدون شروط خلال السنة الأولى لفترته الرئاسية إذا به ومباشرة بعد الإعلان الرسمي عن فوزه بمقعد الرئاسة، وذلك في نفس يوم الاقتراع الرابع من نونبر 2008 مساء، في خطابه الذي ألقاه بمقر الـإيباك اللوبي القوي الموالي لـ(إسرائيل) يؤكد على أنه سيقوم بـكل شيء في إمكانه لمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي كل شيء!، مع عدم استثناء تدخل عسكري مصطفا بهذا في صف مواقف الحكومة (الإسرائيلية). حتى إن القناة التلفزيونية إن.بي.سي. وصفت كلامه هذا بأنه يشبه التهديدات التي كان يرددها جورج وولكر بوش. وفي الوقت الذي صرح فيه جون ماكين بأنه قد يكون على استعداد للقبول باتفاق يُسمح بموجبه لإيران بأن تنتج اليورانيوم على أرضها فإن أوباما صرح بأنه لن يقبل إطلاقا بتمكين هيئة الأممالمتحدة من أي حق فيتو فيما يخص قرار مهاجمة المنشئات النووية الإيرانية. وكما أشار إلى ذلك الناشط السياسي بيل فان أوكين: الطابع العدواني الذي غالبا ما ينعت به ماكين على عكس أوباما راجع أساسا إلى ما يبدو من طبيعة الأول المندفع والذي لا يضبط نفسه مقارنة مع طبيعة الثاني الهادئ والمتزن، أما فيما يخص النوايا السياسية المعلنة فالحقيقة هي أن أوباما ليس إطلاقا أقل عدوانية من ماكين. في مؤتمر الـإيباك أعلن أوباما عن نفسه صديقا حقيقيا لـ(إسرائيل) ونادى بصوت عال بـقداسة أمن هذه الدولة، رابطا ذلك بحل الدولتين مؤكدا أن الفلسطينيين ليس لهم الحق في دولة ولكنهم في حاجة إلى دولة. كما أكد على أن القدس سوف تبقى وتظل عاصمة (إسرائيل) وسوف تبقى وتظل موحدة ولن يتم أبدا تقسيمها، وهذا كلام لم يسبق أبدا لأي مرشح للرئاسة الأمريكية أن قاله من قبل. كما أنه التزم بـ الحفاظ على التفوق العسكري للدولة العبرية حتى يكون دائما في إمكانها محاربة أي تهديد قد يأتيها من غزة أو من طهران. ووعد كذلك (إسرائيل) بمنحها ثلاثين مليار دولار من المساعدات العسكرية الإضافية. كان في سنة 2002 قد اعترض على غزو العراق، كما أعلن خلال الانتخابات الأولية عن نيته سحب القوات الأمريكية من هناك غير أن أجندته أصبحت على مر الشهور أكثر غموضا. فأصبح بعد فوزه يرى أنه في بعض الظروف قد يقرر إطالة الاحتلال. لقد أصبح يرى أن التهديدات ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية تتزايد وتكبر، من أفغانستانوإيران، وأنه من الواجب التركيز على محاربة طالبان المسئولين عن هجمات الحادي عشر سبتمبر,2001 وأصبح يرى أن البلاد في حاجة إلى تعزيز تواجد قواتها هناك... وإلى مزيد من المروحيات، وإلى هيئة استخبارات أكثر كفاءة وأحسن أداء... حتى تقوم بمهامها هناك خير قيام هذا الكلام قاله لـنيويورك تايمز ليوم الرابع عشر يوليوز .2008 ومع اقتراب موعد الاقتراع قدم إلى أوروبا ليطلب من قادتها تعزيز تواجد قوات بلدانهم في أفغانستان، مصرحا في فرنسا مثلا: علينا أن نربح هذه الحرب لأن الإرهابيين يمكن أن يهاجموا باريس كما هاجموا نيويورك. وحسب السونداي تيليغراف فقد تقدم مؤخرا بنفس الطلب إلى بريطانيا العظمى. وبالإضافة إلى ذلك فقد زاد بأنه قد يهاجم باكستان في إطار مطاردة الإرهابيين. وفي أفق إعادة بناء الجيش ليتناسب ومهامه في القرن الواحد والعشرين ينوي السيد أوباما زيادة أعداد القوات بتسعين ألف جندي إضافي، وأن يستثمر في إعداد قوات خاصة للتدخل من أجل احتواء أي انتفاضة تنهض في أي مكان من العالم... شريكه في لائحة الحزب الديمقراطي جوزيف بايدن كان يدعو في انتخابات 2004 إلى لائحة مشتركة كيري- ماكين. وعندما كان آنذاك عضوا في لجنة الشؤون الخارجية كان قد دعى الرئيس كلينتون إلى تسليح مسلمي البوسنة وإلى التدخل في كوسوفا (بوضعه لمشروع قرار أمام الكونغرس مُوقَّع بالاشتراك بينه وبين جون ماكين الذي هو صديق له منذ مدة طويلة. وبعد الحادي عشر من سبتمبر2001 مباشرة أعلن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس أمامها من خيار آخر سوى تصفية صدام حسين. كما اقترح في سنة 2006 تقسيم العراق إلى ثلاث دول: سنية، وشيعية، وكردية وهو المشروع الأمل بالنسبة ل (إسرائيل) أما بالنسبة لشريك الديمقراطي آلبيرت غور في انتخابات سنة 2000 جوزيف ليبيرمان فقد انحاز هذه المرة إلى جانب المرشح الجمهوري. أما مستشارو أوباما في السياسة الخارجية الأكثر تأثيرا فهم من صقور الحزب الديمقراطي مثل أونطوني ليك المستشار الأسبق في الأمن القومي لإدارة بيل كلينتون، والذي يعتبر واحدا من مهندسي التدخلات العسكرية في البلقان وفي الصومال، ودونيس روس الذي عمل لمجلس الأمن القومي في عهد الجمهوري رونالد ريغان (خصوصا إلى جانب بول وولفويتز). ودونيس روس هذا الذي ينادي بضرورة سياسة متشددة تجاه إيران كان من المرشحين لخلافة كوندوليزا رايس في وزارة الخارجية المقبلة في الإدارة التي سيشكلها أوباما. وأوباما يعلن عن نفسه عدوا لدودا لدول أمريكا اللاتينية التي أعلنت استقلالها عن هيمنة الولاياتالمتحدةالأمريكية، مثل فنزويلا تشافيز وبوليفيا موراليس. وقد ظل يؤكد على موقعه الانتخابي في الإنترنيت بأن الرئيس جورج وولكر بوش لم يكن فعالا جدا تجاه من أسماهم ب ديماغوجيي الحديقة الخلفية بجنوب القارة، كما ظل يؤكد بأنه سوف يقوم بكل شيء من أجل إعادة الحرية إلى كوبا بدأً بتحرير المعتقلين السياسيين هناك: على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تصَدِّر الديمقراطية إلى هناك كما في العراق. وهو كذلك مع استمرار الحصار. آلة دعائية ضخمة من أجل أوباما كما كان الأمر خلال الانتخابات الأولية عندما تم تقريبا إخفاء المرشحين للرئاسة من الحزبين الكبيرين من أمثال رون بول (الجمهوري المعادي للحرب) أو دونيس كوسينيتش (من الجناح اليساري للديمقراطيين، والمرشح المفضل لدعاة السلم) الذين تم إخفاؤهم بالكامل خلال الانتخابات الأولية فإن المرشحين الثالثيين: رالف نادر، وسينتيا ماككينيي (مرشحة الخضر، والسيناتورة الديمقراطية السابقة المناهضة للحرب، والتي هي بالفعل إفريقية-أمريكية)، و بوب بار (من الحزب الليبرالي)، وجيري وايت (من حزب الاشتراكية والعدل)... وغيرهم. لقد كانت الآلة الدعائية للمرشح أوباما قوية لأقصى حد... تكلفة حملة سنة 2008 بلغت في المجمل أزيد من ملياري دولار، و (حسب المركز من أجل السياسيات التفاعلية) فإن المرشح الديمقراطي قد استفاد من ضِعف المبلغ الذي استعمله منافسه الجمهوري وبالضبط مليارين وستمائة وتسع وثلاثون ألف دولار وسنتين ربعها فقط تم الحصول عليه من مانحين صغار. في المرحلة الأخيرة من الحملة أذاع أوباما شريطا وثائقيا دعائيا من ثلاثين دقيقة، كلف ثلاثة ملايين دولار على سبعة قنوات تلفزيونية وطنية. وكانت وصلاته الإشهارية أربع مرات أكثر من وصلات جون ماكين في ثمان عشرة مما يسمى بـ Swing States (أي الولايات التي انتخابه فيها ليس مضمونا). ولقد وجه أوباما وصلاته الإشهارية إلى الإنترنيت الأداة التي قامت بدور هام جدا في انتخابه (بالخصوص في اتجاه الشباب والأقليات العرقية، وفي الوقت الذي تسير فيه أمريكا البيضاء نحو التحول إلى أقلية فإن أوباما قد حاز على سبعين في المائة من أصوات الناخبين الجدد. وفي مواجهة هذا الطوفان من الدولارات التي وزعت من طرف الشركات الكبرى على الحزب الوحيد الجمهوقراطيون فإن مرشحي الأحزاب الصغرى التي لم يكن أغلب الأمريكيين يعلمون حتى بوجودها لم يكن لديهم أي حظ في الحصول على نتائج مشرفة. مثلا رالف نادر الذي لم يكن له من تمويل إلا المانحين الصغار والدعم القانوني للدولة لم يتمكن من جمع إلا أربعة ملايين دولار لحملته كلها أي ما يساوي ما كان يجمعه أوباما في كل يوم. وبالإضافة إلى ذلك فمنذ أن حصل المرشح المستقل الملياردير روس بيرو سنة 1992 على أزيد من ثمان عشرة في المائة من الأصوات فإن الأحزاب الصغرى ظلت دائما مستثناة من المناظرات المتلفزة التي لها وزن حاسم في التأثير على النتائج النهائية. هل كان انتخاب أوباما مبرمجا منذ زمن بعيد؟ للحفاظ على هيمنتهم على العالم فإن الأمريكان في حاجة إلى تحسين صورتهم التي تدنت بشكل كبير خلال الفترتين الأخيرتين لـ بوش الغبي (كما يسمونه) الرئيس الأكثر لا شعبية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. واختيار جون ماكين مرشح مسن، باهت الشخصية، غير جذاب، وينتمي إلى الماضي المقترن بحرب فيتنام، والذي هو ماضٍ لا يمكن للأجيال الأمريكيةالجديدة أن تجد نفسها فيه. هو اختيار عزز بشكل حاسم حظوظ أوباما في الفوز. وربما استُعمل جون ماكين وشريكته في اللائحة المتطرفة سارة بالين كوسيلة لإبعاد الناخبين وليس لجذبهم، حتى يتسنى انتخاب المرشح الديمقراطي بشكل حاسم أكثر. ثم إن الأمريكيين أكثر انشغالا من أي وقت مضى بأوضاعهم الاجتماعية التي ازدادت ترديا منذ بدء الأزمة المالية التي تزامن انطلاقها مع أفضل لحظة مناسبة لفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما وكذلك هم معارضون في أغلبهم (الثلثين) لأي تدخلات في الخارج بعد أن تسببت هذه التدخلات بشكل كبير في إثقال مديونية بلادهم في الوقت الذي تشهد فيه جميع البنيات التحتية للبلاد ترديا مضطردا خصوصا في البنيات الأساسية (التعليم، والصحة، والنقل...). وهذا التيار ذو الأغلبية هو الذي مكن الديمقراطيين من استعادة التحكم في الكونغرس على إثر انتخابات نونبر.2006 وهناك كذلك أسئلة أخرى تُطرح ويصعب حاليا إيجاد أجوبة لها: لماذا كولن باول نفسه كان قد تنبأ بوقوع أحداث خطيرة جدا، سوف تحدث في شهر يناير ,2009 يُختبر من خلالها الرئيس الجديد؟ هل لهذا ارتباط ما مع دعم باول لأوباما؟. جوزيف بايدن هو الآخر تنبأ بـأحداث خطيرة في الشهور التي تلي الانتخابات. ومن جهة أخرى فإن جون بولتون السفير السابق للولايات المتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة والمعروف عنه أنه من صقور الحزب الجمهوري المشهورين تنبأ ـ حسب ما أعلنته الدايلي تليغراف ـ بأن (إسرائيل) قد تهاجم إيران بعد الانتخابات، وقبل تولي الرئيس الجديد لمهامه. هل علينا إذن أن نتخوف من هجمات إرهابية جديدة توفر لأوباما الذريعة المثالية لعدم تنفيذ برنامجه الانتخابي (برنامجه للانتخابات الأولية الذي صيغ من أجل كسب تعاطف التقدميين الذين ظلوا من حينها مفتونين بالمرشح أوباما رغم راديكاليته في اليمينية المتطرفة)؟ وكما كتب سيرج حاليمي في لوموند ديبلوماتيك عدد غشت 2008 فإن: أوبامايبدو أفضل تسلحا من غيره لتجديد الزعامة الأمريكية للعالم. بمعنى إعادة تأهيل العلامة، أو الماركة الأمريكية، وجعل التدخلات الأمريكية في الخارج أفضل أداءً لأنها أكثر قبولا ـ وأكثر مرافقة ـ ... وللذين لا يزالون يحلمون بأن يكون انتخاب رئيس أمريكي متعدد الثقافة مولود لأب كيني سيكون بمثابة إشارة لمَقدم ولايات متحدة أمريكية العهد الجديد والإعلان عن موكب دورة جديدة تتشابك فيها أيدي جميع سكان العالم يدا في يد لمصلحة الجميع فإن المرشح الديمقراطي كان قد أعلن منذ البدءِ بأنه يستوحي أفكاره من جورج بوش الأب ومن جون فيدجرالد كيندي وإلى حد ما رونالد ريغان أكثر مما تلهمه أفكار مجموعة البينغ فلويد أو السياسي المفكر جورج ماكغوفيرن. مع أوباما فإن نهاية الهيمنة الإمبريالية الأمريكية ليست غدا، والحركة السلمية ليست قريبة من أن تنبعث من رمادها... جويل بينوشي من مدونته الإليكترونية ترجمة: إبراهيم الخشباني