أثار كتاب لمؤرخ إسباني صدر منذ أسبوع جدلا واسعا في إسبانيا، خاصة وأنه يكشف عن حقائق صادمة مدونة في وثائق رسمية، تتعلق بمشاركة قرابة 19 ألف طفل في الحرب الأهلية الإسبانية إلى جانب جيش الجنرال فرانكو، وتم اختطاف هؤلاء الأطفال من فرنسا وهولندا وبلجيكا، وهم من أبناء المهاجرين الإسبان أو اختطفوا من مراكز التعذيب الألمانية، أو أبناء سجينات أو أطفال اختطفوا من عائلات يسارية. وقال عبد السلام بوطيب رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل في تصريح لـالتجديد أن المغرب يهمه هذا الموضوع، خاصة وأن المركز يقول بأن زهاء 9 آلاف طفل مغربي ساهموا في هذه الحرب وأغلبهم تتراوح أعمارهم مابين 9 و 12 سنة. وفي سياق متصل قررت الغرفة الجنائية بالمحكمة الوطنية الاسبانية يوم الجمعة المنصرم، أن المحكمة ليست لديها الصلاحيات الكافية للبت في الجرائم التي ارتكبت في العهد الفرانكوي، مما يعني أن القاضي الإسباني بالتزار غارثون الذي فتح الملف لم تعد تربطه بالموضوع أيه علاقة، واعتبر بوطيب هذا القرار وحيثياته مجرد تبرير، لأن قاضيا مثل غارثون لا يمكن أن يحشر أنفه في ملف يعرف مسبقا أنه لا يدخل ضمن الجرائم ضد الانسانية، وأكد على أن ضغوطات سياسية كانت وراء مثل هذا القرار، خاصة وأن هذا الملف هو موضوع تنازع سياسي بين عدة أطراف في إسبانيا، وتابع بالقول بالنسبة لنا حشر الأطفال في هذه الحرب جريمة إنسانية غير قابلة للتقادم، حتى لو كانت هذه الأطراف قد أخذت بعين الاعتبار قانون المصالحة والعفو العام لأن هذا القانون داخلي ولا ينطبق على الجرائم ضد الإنسانية.