عادت الاضطرابات الجوية إلى مناطق الجنوب الشرقي في الأيام الأخيرة، وتجددت معها مخاوف ساكنة هذه المناطق من تكرار سيناريو الفيضانات السابقة، خاصة بجماعة عبو لكحل وهي من الجماعات التي نالت حظاً وافراً من هذه الفيضانات. وما يثير الانتباه هو انعدام أي محاولة من السلطات الإقليمية أو الجهوية للوصول إلى البقع المتضررة بالجماعة والتواصل مع ساكنتها، ناهيك عن المساعدات التي لم تشمل أي شخص من سكان الجماعة لحد الآن، وحتى الوفد الوزاري الذي وصل إلى مدينة فجيج، مرورا بمركز الجماعة وبترابها لم يكلف نفسه عناء الوقوف على بعض ما تعرضت له من خسائر متنوعة، علما أن أخطر الأودية التي سببت في قطع الطريق الوطنية رقم 17 بين بوعرفة وفجيج توجد بترابها، كما توجد بها العديد من القناطر المدمرة، وهذا ما خلف استياءا واستنكارا من لدن ساكنة الجماعة وأعضائها. وفي موضوع ذي صلة، أفاد مصدر من جماعة عبو لكحل أنها تعاني من الغياب المستمر لرئيسها الذي يعمل بوجدة، ولم يمنح نوابه التفويض اللازم لتسيير الجماعة في غيابه، ونظرا للطابع القروي للجماعة، ولأعضائها فإن ظروفهم وتباعد سكناهم لا تسمح لهم بمسايرة المستجدات والمشاكل التي تتخبط فيها الجماعة خاصة في الظروف الاستثنائية، مما يجعل المكتب حبرا على ورق على حد تعبير المصدر. وكمثال على ذلك تأجيل الدورة العادية ليوم 30 أكتوبر الماضي لانعدام النصاب، والتي عقدت يوم 10 نونبر الجاري بأربعة أعضاء إضافة إلى الرئيس من بين 11 عضوا. وأضاف نفس المصدر أن هذه الجماعة الفقيرة والمنسية تفتقد لأبسط التجهيزات الضرورية للتدخل في الكوارث والأزمات، وحتى السيارة يستغلها الرئيس في مقر عمله لأغراضه الشخصية. تجدر الإشارة إلى أن جماعة عبو لكحل سجلت بها أكثر من 100 ملم ليلة 10 أكتوبر الماضي، ثم استمرت التساقطات لمدة 20 يوما تقريبا بشكل متقطع، وقد خلفت هذه التساقطات خسائر متنوعة، أهمها نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية وخاصة بكل من جبل كروز وجبل لعمور والخرواع، إذ فقد عدد كبير منهم حوالي 50 بالمئة من قطعانهم...