خلد الجزائريون الذكرى الرابعة والخمسين لإندلاع الثورة التحريرية الكبرى ضد المستعمر والتي تصادف الأول من نوفمبر عام .1954 وقد كانت هذه الاحتفالات مناسبة لشعوب منطقة المغرب العربي وسائر الأمة العربية من المحيط الى الخليج لتذكر التضامن العربي وخاصة المغربي والتونسي مع الثورة الجزائرية. فقد سخر المغرب جزء هاما من امكانياته لمساندة ثورة الفاتح من نوفمبر كما فتح أراضيه أمام ثوار الجزائر يجدون فيها الملجأ ومواقع التموين والأسناد. وقد فشلت فرنسا رغم هجماتها المتكررة على الاراضي المغربية والتونسية في تعديل موقف التضامن المطلق مع ثورة الجزائر. حرب التحرير الجزائرية سجلت على انصع صفحات التاريخ حيث جسدت اصرار الشعب على التحرر رغم التضحيات الجسام حيث استشهد خلال الثورة مليون ونصف المليون شهيد في حين أن تعداد الجزائريين آنذاك كان قرابة التسعة ملايين أي حوالي واحد على عشرة من الجزائريين استشهد ثمنا للحرية، وافتكت في نهايته الجزائر استقلالها بعدما أيقن الرئيس الفرنسي ديغول أنه لا مناص من التفاوض مع المقاومة والاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره. وقد جدد عدد من الساسة الجزائريين بالمناسبة مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية مؤكدين إنه لا يسقط بالتقادم. وأكدوا أن ثورة الفاتح من نوفمبر في وجه الاحتلال الفرنسي تشكل صفحة لا يمكن أن تطوى، والمآسي التي تعرض لها الشعب طوال حقبة الاستعمار لا يمكن أن تطوى بقانون، وهي غير قابلة للتقادم وأنه إذا كانت الحكومة الفرنسية الآن ترفض الاعتذار ورئيس الحكومة الفرنسية يقول إنه لا يمكن له أن يعتذر عما ارتكبه آباؤه من جرائم في الجزائر، فإن هذا كلام لا يمكن أن يبقى إلى الأبد، داعيين فرنسا إلى الاقتداء بإيطاليا والاعتذار وتقديم التعويض عن حقبتها الاستعمارية ومآسيها وأخطرها التجربة النووية التي أجرتها بصحراء الجزائر عام 62 والتي لا تزال آثارها باقية حتى الآن.