أعلنت الجزائر أن عمال شركة أشغال الطرق بولاية تلمسان على الحدود المغربية اكتشفوا مقبرة جماعية لحوالي ألف هيكل عظمي يعود تاريخها حسب المختصين إلى سنوات ثورة التحرير الجزائرية التي امتدت من عام 1954 إلى سنة 1962 وهو تاريخ استقلال الجزائر. واكدت وسائل إعلام جزائرية ان خبراء ومؤرخون جزائريون أكدوا أن العثور على جماجم اخترقها الرصاص وعلى بعض الهياكل العظمية المربوطة بالأسلاك المعدنية يؤكد تورط الإستعمار الفرنسي في هذه المجزرة البشرية التي أثبتت حسب ذات المصادر عمليات التعذيب الوحشي التي تعرض لها هؤلاء الشهداء قبل رميهم بالرصاص أو دفنهم أحياء كما حدث في العديد من مناطق الجزائر أو قتلهم عن طريق الغاز أو الدخان بعد إدخالهم عنوة في المغارات وغلق المغارة بعد ذلك علما أن العديد من الهياكل العظمية التي تم العثور عليها في مجزرة تلمسان كانت مترامية في مغارات يقارب طولها 50 مترا وهو ما يؤكد فرضية قتلهم اختناقا داخل هذه الكهوف بعد ربط أيديهم وأرجلهم بالأسلاك المعدنية لكي لا يتمكنوا من الفرار. يذكر أن الثورة الجزائرية اندلعت في 1 نوفمبر 1954 ضد المستعمر الفرنسي ودامت 7 سنوات و نصف. استشهد فيها أكثر من مليون ونصف مليون جزائري. و انتهت باستقلال الجزائر هذه المواجهة دارت بين الجيش الفرنسي والمجاهدين الثوار الجزائريين الذين فرضوا حرب عصابات الوسيلة الأكثر ملاءمة لمحاربة قوة كبيرة مجهزة أكبر تجهيز خصوصا و أن الجانب الجزائري لم يكن يتوفر على تسليح معادل، ولقد استخدم الثوار الجزائريون الحرب البسيكولوجية بصفة متكاملة مع العمليات العسكرية، للجيش الفرنسي المتكون من قوات الكوموندوس و المظليين والمرتزقة المتعددة الجنسيات، وقوات الاحتياط و القوات الإضافية كانت بداية الثورة بمشاركة 1200 شخص بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح إستراتيجية أخرى، شملت هجومات الجزائريين عدة مناطق، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة ، بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة ( خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).