منعت وزارة الاتصال دخول العدد الأخير من المجلة الفرنسية لكسبرس انترناسيونال (30 أكتوبر ـ 5 نونبر) إلى التراب الوطني، وعللت قرارها في بلاغ أصدرته يوم الجمعة 31 أكتوبر 2008 بما يتضمنه الملف من إساءة إلى الإسلام، مستندة في ذلك على المادة 29 من قانون الصحافة، والتي تخول للوزارة إصدار قرار معلل بحظر المطبوعات الأجنبية عندما تتضمن إساءة إلى الدين الإسلامي أوالنظام الملكي، أو إلى سلامة ووحدة البلاد، أو للاحترام الواجب للملك، أوالنظام العام. وقد عنونت المجلة ملف العدد بـ صدمة المسيح ـ محمد، مسيرتهما، ورسالتهما ورؤيتهما للعالم. وتعليقا على قرار السلطات المغربية، ثمن مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة في تصريح لـ التجديد، منع دخول المجلة، معتبرا إياه موقفا محمودا، وفيه إشارة إلى أن المغرب لا يقبل هذا النوع من الإساءات التي تستهدف قيم الأمة تحت ذريعة حرية التعبير، واعتبر بنحمزة ما أقدمت عليه المجلة تحرشا بقيم الأمة الإسلامية لا يمكن القبول به، مذكرا بأن كتبا كثيرة يتم حظرها في أوروبا بسبب تحريضها على الكراهية. فيما صرح مولاي عمر بن حماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، لـ التجديد بأن المنع الذي اتخذته وزارة الاتصال في حق المجلة هو التفاعل الرسمي الأول والمطلوب في هذا المستوى، والمستوى الثاني، حسب بنحماد، هو الاحتجاج لدى الجهات التي كانت وراء إصدار تلك المواد التي تتضمن إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإساءة إلى كل معاني التعايش والحوار، مشيرا إلى أن الذي يريد التعايش والحوار عليه أن يتجنب أساليب الاستفزاز. وقال بنحماد كنا نتمنى أن يكون الذي وقع من منع عندما تعلق الأمر بالرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم سنة 2006 رسالة لمن يهمه الأمر، لأن المسلمين بجهاتهم الرسمية والأهلية لا يقبلون ولن يقبلوا المساس بدينهم وبنبيهم وبباقي الأنبياء عليهم السلام. وأضاف؛ لقد كان مطلوبا ـ وما يزال ـ تجريم هذا الفعل ليصير شيئا متفقا عليه دوليا. وعلق بنحماد على تبرير ناشري المجلة بكونهم اعتمدوا نسختين إحداهما محلية تجسد النبي عليه الصلاة والسلام وأخرى دولية لا تظهر الوجه بالقول إن النسخة المحلية مستفزة للمسلمين في فرنسا، والنسخة الدولية مستفزة لكل المسلمين، فلا المحلية ولا الدولية مقبولة، كما أنها لا تشجع على قراءة المضمون مهما كان. وأردف نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن المقدمين على الإساءة يتعمدونها ويبحثون لها عن مبرر، كما أنهم لا ينصتون إلى أصوات الاحتجاج والإنكار، وفي حالات عديدة يكون اعتذارهم أقبح من الفعل ذاته، وكل المبررات التي قدمت لا تخرج العمل عن نطاق الاستفزاز لملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وشدد بنحماد على أن صورة الغلاف لم تكتف بالإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بل شملت أيضا إساءة إلى النبي عيسى عليه السلام، وهو ما اعتبره استفزازا أيضا للمسلمين، مشيرا إلى أن اسم محمد صلى الله عليه وسلم تمت كتابته بعبارة محوميت، وهو شيء ينضاف إلى الحمولة المستفزة لمضمون المجلة. وكانت وزارة الاتصال، في سابقة مماثلة، قد منعت في فبراير 2006 صحيفة فرانس سوار الفرنسية من دخول المغرب، استنادا على المادة ذاتها (29 من قانون الصحافة) بعد نشرها للرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول الكريم، وكما استنكر المجلس العلمي الأعلى استعمال الحرية للعدوان الرمزي على مئات الملايين من المسلمين الذين يؤمنون أن سلالة الأنبياء والرسل هم خير البشر. من جانب آخر، زعم أحد المشاركين في ندوة بمراكش حول العلمانية بين الكونية والخصوصية نظمت مساء الجمعة الماضية، وهو بسام تحان أستاذ كرسي في الآداب العربية بمؤسسة هنري الرابع بباريس أن القرآن يظل كتاباً مفتوحاً على اللائكية لكونه يضع حدودا بين الديني والدنيوي...، وزاد بالقول لا وجود لنص صريح يفرض الحجاب والتحجب على المسلمات، وأن ما هو موجود يعني نساء النبي فقط على حد قوله.