أعلن صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأمريكي آخذ في التباطؤ بسرعة ويتجه نحو الركود، مما قد يعرضه لضغوط معظم عام 2009. ويتوقع الصندوق ركود النشاط الاقتصادي في الولاياتالمتحدة في الربعين الثالث والرابع من هذا العام، والربع الأول من العام المقبل، مع حدوث بعض الاستقرار في الربع الثاني، وتسجيل نشاط دون المستوى المطلوب معظم عام 2009. وقلل الصندوق، في تقريره نصف السنوي عن الاقتصاد العالمي، من توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير، قائلاً "إن نمو إجمالي الناتج المحلي لعام 2008 لن يتعدى 1.6%"، وأضاف أن اقتصاد أمريكا لن يعود قادرا على تحقيق نمو إلا في عام 2010. وتوقع أن تبلغ خسائر القطاع المالي في الولاياتالمتحدة 1.4 تريليون دولار، نظراً لأن أزمة القطاع العقاري التي كانت السبب الرئيس في الأزمة لم تصل بعد إلى ذروتها، رغم وصول عدد أصحاب المنازل الذين عجزوا عن سداد ديونهم العقارية في عام واحد إلى مستويات قياسية. وقال التقرير إن التوقعات المستقبلية على المدى القصير تعتمد على مدى فاعلية المبادرات التي اتخذتها السلطات الأميركية مؤخراً للمساعدة في استقرار أوضاع الأسواق المالية، إضافة إلى تصرفات الأمريكيين في مواجهة الضغوط المتزايدة وعمق دورة الإسكان، وكذلك مقدار القيود التي ستفرضها مخاوف التضخم على السياسة النقدية. وذكر التقرير أن البنوك والمؤسسات المالية سوف تواجه فترة إعادة هيكلة "حتمية" في الوقت الذي تحارب فيه من أجل توفير الأموال اللازمة لتعزيز مواقفها المالية. وأضاف أن الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد يخفض معدلات الفائدة بشكل أكبر من المستوى الحالي البالغ 2%، إذا بدا أنه من المرجح تفاقم التباطؤ، مؤكداً أن فعالية ذلك قد تكون محدودة إذا استمرت القيود المالية. وأشار الصندوق إلى أن العجز المالي في الاقتصاد الأمريكي يرتفع بشكل كبير ويتوقع أن يصل إلى 4.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2009، وهي أعلى نسبة بين دول مجموعة السبع الصناعية التي تضم إضافة إلى الولاياتالمتحدة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان. ومن جهة أخرى؛ حذر الصندوق من أن العالم يقف على حافة كساد اقتصادي بسبب الأزمة المالية التي قال إنه من المستبعد أن تنتهي قبل عام 2010. وخفض تقرير الصندوق توقعاته بالنسبة للنمو الاقتصادي العالمي في عام 2009 من 3.9% إلى 3% فقط، ومعلوم أنه في حالة انخفاض معدل النمو عن 3%، فإن ذلك يعتبر ركودا اقتصاديا. وأوضح وكيل وزارة المالية الألمانية يورغ أسموسن أن صندوق النقد الدولي يرى أن المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي أكثر من الفرص المتوقعة لنموه.