تحل يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2008 الذكرى الأربعينية للفقيد محمد لحبيب الفرقاني الذي توفي في أواخر شهر غشت عن عن سن تناهز 86 عاما. والفقيد الفرقاني الذي يعد من الوجوه البارزة للمقاومة ومن رجالات الحركة الوطنية، ولد عام 1922 بتحناوت ناحية مراكش. وتابع دراسته في مدرسة بن يوسف بمراكش خلال سنتي 1940 و1941 والتحق بالحركة الوطنية عام 1943 . وعاد الفقيد الفرقاني عام 1948 إلى مسقط رأسه، وشارك بإلقاء دروس دينية وندوات حول الفكر والتاريخ الإسلاميين، وذلك بالمسجد المحلي، وكانت هذه الدروس تركز بشكل الكفاح من أجل الدفاع عن الوطن والعقيدة. وتقلد الفقيد بمراكش مهمة مدير لإحدى مدارس التعليم الحرة، وأشرف على نشر +مجلة الخطيب؛ الأدبية قبل أن يدير صحيفة +المحرر؛ وهو عضو باتحاد كتاب المغرب منذ عام ,1961 وتعود أولى كتاباته إلى عام 1942 في صحيفة +التقدم؛. والفقيد محمد الحبيب الفرقاني، رجل سياسة وشاعر وأديب وباحث في التاريخ، فقد نشر العديد من المقالات في الصحف وكتابات قيمة من ضمنها ديواني شعر +نجوم في يدي 1965؛ ودخان من الأزمنة المحترقة؛. وفي عام 1984 انتخب الفقيد الحبيب الفرقاني نائبا برلمانيا وكان عضوا بالمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال الفترة الممتدة من عام 1978 إلى 2002 . وقد ظل الرجل يحتفظ بخلفيته الإسلامية وعاطفته الدينية حتى نعت بكونه ممثلا للجناح العروبي الإسلامي داخل الاتحاد الاشتراكي، وظل متمكسا بالدور الحيوي الذي يلعبه الإسلام في تنظيم حياة الناس وتدبير معاشهم مخالفا بذلك الرؤية العلمانية التي تفصل الدين عن الشأن العام، وعرف له معارضته القوية للخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية التي تقدمت بها وزير حزب التقدم والاشتراكية في حكومة التناوب، ولم يتردد في مخالفة موقف حزبه منها معتبرا أن نصوص الإسلام وقطعياته ليست مجالا للمساومة وإرضاء الجهات الغربية الضاغطة في هذا الاتجاه، وظل يردد رحمه الله أن الإصلاح في أي مجال لا يمكن أن يكون استجابة للضغوطات الخارجية وإنما هو فعل إرادي للأمة ينطلق من ثوابتها ويستجيب لحاجاتها الذاتية، وقد أبانت مواقفه الأخيرة عن تقارب كبير مع الحركة الإسلامية التي استضافته في العديد من اللقاءات والمهرجانات التعبوية والتضامنية.