توفي صبيحة أمس محمد الحبيب الفرقاني، أحد مؤسسي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، عن عمر يناهز 86 سنة في بيته بالمحمدية، بعد معاناة طويلة مع المرض. وعلمت «المساء» من مصادر مقربة من الراحل أن الفرقاني أدخل مستشفى الشيخ زايد بالرباط بعد تفاقم وضعيته الصحية، على نفقة القصر الملكي، بعدما تدخل لصالحه محمد اليازغي، الكاتب العام السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لدى الديوان الملكي، بعد زيارته في بيته، رغم الخلاف الذي كان بينهما، بسبب الانتقادات القوية التي وجهها الراحل إلى ما كان يسميه بالجناح اليميني داخل الحزب، وعلى رأسه اليازغي وعبد الرحمان اليوسفي. وولد الفرقاني بدوار آزرو في منطقة تاحناوت بأحواز مراكش في 18 دجنبر 1922 في أسرة متعلمة، وتلقى دروسه الأولى بمعهد ابن يوسف بمراكش، ثم ارتبط مبكرا بالحركة الوطنية في الجنوب حيث عين مفتشا لحزب الاستقلال بمراكش والمنطقة الجنوبية. وبعد الانشقاق عن حزب الاستقلال عام 1959 وخروج الاتحاد الوطني للقوات الشعبية طرده علال الفاسي من الحزب، الذي كان يشغل فيه منصب مفتش للمنطقة الجنوبية، وعين مكانه الشهيد عبد العزيز بن ادريس. شغل الفرقاني مناصب قيادية في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي كان من رموزه إلى جانب المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد. وخلال الستينات تعرض للاعتقال أثناء ما سمي بمؤامرة 1963 ثم أثناء ما يعرف بمحاكمة مراكش الكبرى في دجنبر 1969، حيث اعتقل رفقة آخرين ونقلوا إلى معتقل سري ثم نقل إلى دار المقري التي مكث بها مدة سبعة أشهر عانى خلالها من مختلف أصناف التعذيب. وقد دخل الراحل في صراع مع جناح اليوسفي واليازغي في الاتحاد الاشتراكي قبل المؤتمر الوطني السابع في 2005، بعد تصادمه مع الاثنين خلال أحد اللقاءات التحضيرية للمؤتمر بمقر الحزب بأكدال في الرباط، ومنذ تلك الفترة انسحب الفرقاني من الحزب إلى حين وفاته.