دعت مجموعة من المثقفين بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء 17 فبراير 2009، إلى إحداث مؤسسة الحبيب الفرقاني، على اعتبار أن مكتبة الراحل تعج بمئات الكتب، ليبقى حيا بين الأجيال. كما تدارسوا جوانب من شخصية الراحل محمد الحبيب الفرقاني، والتي اعتبروها متعددة ومتنوعة يتجاذبها السياسي المناضل والشاعر والصحفي.وفي إطار مداخلته في الندوة التي نظمت في إطار الدورة الـ 51 للمعرض الدولي للنشر والكتاب حول الحبيب الفرقاني: مسار شاعر مغربي، قال الناقد نجيب العوفي، إن الوعي الشعري لدى الراحل ملتحم بالوعي الإديولوجي، فاستحق بذلك لقب مناضل عتيد سواء في السياسة أو في الأدب، حيث كان يقيس الشعر بمدى التحامه بهموم الشعب ونضالات الطبقة الكادحة.وأوضح المتحدث نفسه أن الحبيب الفرقاني كان يؤمن بوظيفتين للشعر، أولاها اجتماعية وثانيها سياسية، بمعنى أنه كان دائم الكشف عن قوة التاريخ الكامنة في الإنسان، واعتبر العوفي أنه يمكن إضافة وظيفة أخرى تتمثل في الوظيفة التحريضية والتعبيرية، على اعتبار أن السياق الذي كتب فيه الشعر كان سياقا إيديولوجيا بامتياز، مؤكدا في الوقت نفسه أن الراحل الفرقاني كان حداثيا يسكنه سلفي وسلفيا في نسخة الحداثي.كما أشار العوفي إلى أن الفرقاني مارس تقريبا جميع الأجناس الصحفية، بالخصوص، عبر جريدتي العلم و المحرر ، وأجمع المتدخلون في الندوة على أن تجربة الراحل الفرقاني تعتبر تجربة فريدة تستحق العودة إليها لتعميم الفائدة.