كيف جاء اهتمامك بالجانب الفني؟ جاء اهتمامي بالفن عن طريق أخي المرحوم العربي الدغمي، فانا في البداية اتجهت إلى المسرح الصغير أي مسرح العرائس، وقد صقلت موهبتي بالتكوين على يد أستاذة تشيكوسلوفاكية مختصة جاغلينا ماجيروفا التي مكنتنا من مسرح العرائس عند ظهوره. وذلك من خلال التداريب المنظمة من طرف وزارة الشبيبة والرياضة آنذاك، و كان معي في ذلك الوقت الفنان عزيز الفاضلي. إلا أن الأمور أخذت مسارا آخرا في حياتي بسبب عدم إعطاء الاهتمام الكافي لمسرح العرائس ولعدم توفير الإمكانيات المادية لإنجاحه، حيث قررت الخروج من هذا الميدان و الاتجاه إلى الدراسة وإلى ميدان الإدارة... كنت اتأسف على خروجي من الميدان الفني، لكن هذا الإحساس لم يعد يخالجني مع ما أراه من سخافة على التلفزة و هذا مؤسف جدا. فنحن كعائلات لم نعد قادرين مع أبنائنا على مشاهدة ما يبثه التلفزيون اليوم نظرا لعدم احترام قيم وأخلاق المجتمع المغربي خلافا لما كان في السابق. ماذا عن مشروع مؤسسة الحاج العربي الدغمي؟ فكرة المشروع هي لأستاذ الزايدي الذي كان إعلاميا و صحافيا والآن برلمانيا يمثل مدينة بوزنيقة، فخلال زيارة قمت بها إلى مدينة بوزنيقة التقيته وقدمت له كتاب العربي الدغمي: إبداع مغربي أصيل 1931/1994 الذي أعددته مع عبد الرحمان الكرومبي، وبحكم أن عائلتنا من نفس المدينة أيضا، اقترح علي إنشاء مؤسسة العربي الدغمي لإعطاء إشعاع للمدينة ولإتاحة الفرصة للشباب المتعطش للفن والمسرح. فدرسنا المشروع وسيتم الإعلان عن المؤسسة في شهر يوليوز من السنة المقبلة ان شاء الله. و بهذه المناسبة أوجه الشكر الخالص للإخوان ببوزنيقة الذين ابدوا الرغبة في المشاركة في هذا المشروع. ونحن على بضعة أيام من ذكرى وفاة الحاج العربي الدغمي، ماذا يمكنك ان تقوله عن هذا الفنان القدير؟ إذا تصفحت كتاب العربي الدغمي إبداع أصيل ستجد كل شهادات الفنانين والكتاب تنظر إلى العربي الدغمي بنظرة خاصة. وبصراحة فقد ترك الحاج الدغمي الساحة فارغة مثل ما تركها عبد الرزاق حكم ومحمد الأزرق وغيرهم الذين كانوا يعتبرون رواد الإذاعة المغربية. فعندما كنا نستمع إلى هؤلاء في الإذاعة كنا نعيش أجواء فريدة وكأننا ننظر إلى الشاشة، ولكن هذه سنة الحياة فالله أحب العربي الدغمي فاختاره ولكل بداية نهاية، وأسال الله ان يكون الراحل من أهل الجنة لأنه كان إنسانا طيبا ويحب الناس ويتعامل مع الكل بحب وإخلاص وتفان والأعمال هي شاهدة على كل إنسان. فحتى عمله الفني كان متميزا طيلة حياته و مسيرته الفنية الناجحة. وفي هذا الإطار و تخليدا لذكرى الراحل فقد أعلنت من قبل عن إحداث جائزة العربي الدغمي إبداع مغربي أصيل وطلبت من المستشهرين الانخراط في هذه الجائزة التي ستخصص لأكبر إنتاج مغربي أصيل من ناحية التأليف والأداء والسيناريو بعيدا عن الرداءة التي نشاهدها اليوم، كما تعطى الجائزة لأكبر حرفي في مجال الصناعة التقليدية لارتباطه بالأصالة، لأحسن رياضي مغربي و لأفضل مخترع و هكذا، و لما ستتكون اللجنة سأستدعي لها الصحافيين الذين اعتبرهم العمود الفقري لهذا العمل لأنهم على اطلاع دائم بما يجري في الساحة . هذا هو المشروع الذي أنا في صدد تهييئه راجيا من الله ان يعيني على نجاحه. ومن هنا أريد أن أوجه نداء للمسؤولين على التلفزيون المغربي بالخصوص أن يخصصوا وقتا للأعمال الماضية لرواد المسرح والشاشة من اجل الذاكرة و من اجل الأجيال الحاضرة و المقبلة.