كيف اقتحمت مجال المسرح الفردي؟ كانت بدايتي مع المسرح في مستوى السادس الابتدائي بمدرسة ابن خلدون، وبدايتي كانت خلال المشاركة في المهرجان الربيعي الأول لمسرح الطفل الذي تنظمه حركة الطفولة الشعبية، فقد زارنا مخرج متخصص في الفن المسرحي لاختيار التلاميذ المؤهلين لتقديم العروض فوق الخشبة، وكنت من بين المختارين، وهي فرصة أتيحت لي حيث اكتشفت موهبتي أكثر وصقلتها بالممارسة من خلال عدة مشاركات أثناء فترة الدراسة الثانوية والجامعية، وإثرها تمكنت من التعرف على عدد من الفاعلين في هذا المجال، والذي مكنني من الانتقال من المسرح الجماعي إلى المسرح الفردي أو ما يسمى بالمونولوج. وما سبب اختيارك للمسرح الفردي؟ وما مستقبل هذا الفن بشكل عام؟ هناك عدة أسباب من بينها وجود موهبة وميولا كبيرا إلى المسرح الفردي أكبر منه إلى الجماعي، إذ يمكنني من التعبير عن الأفكار التي تروج بداخلي وإيصال عدة رسائل إلى الجمهور بطريقتي الخاصة. والثاني الالتزام الذي يتطلبه المسرح الجماعي خصوصا الالتزام الأخلاقي، وكذا تطفل بعض الدخلاء على الميدان وتحويل جو ممارسة الهواية وإفراغ الطاقة إلى ثورة من المشاكل.. وبالرغم من ذلك فإن مستقل المسرح بالناظور في تقدم مستمر من ناحية الاهتمام لأني أومن بأن تغيير أفكار المجتمع بحسب تغير البنية ونأمل أن تسلط أضواء الإعلام على منطقة الريف لتبرز الطاقات التي تعمل بالخفاء. ما تقييمك للمسرح بمنطقة الريف؟ وهل من إكراهات تعترضكم كفنانين؟ المسرح هو لغة عالمية يتم من خلاله معالجة قضايا اجتماعية بوسيلة أبلغ للتواصل، أما اللغة فليست إلا وسيلة للمعالجة والتواصل، وإذا تحدثنا عن المسرح الميمي أو المسرح الصامت فهو يحمل لغة الحركات والتعبير الجسدي.أما بخصوص منطقة الريف، فهذه المنطقة تزخر بطاقات هائلة ومتمكنة لا ينقصها غير شيء من التكوين والإمكانات كفضاءات للفعل والممارسة.فالبحث عن الجدية وملامسة المشاكل المرتبطة بالمواطنين في حياتهم اليومية ومحاولة معالجة قضايا المجتمع في قالب فكاهي وساخر ينتقد الوضع الراهن ويواسي المواطن.وفي ما يخص الإكراهات فهو سعي بعض الفنانين إلى جعل الخشبة حلبة للصراع من خلال التسابق إلى حب الظهور وتغليب المادة على الرسالية، الشيء الذي يمس بقيمة الفنان بصفة عامة والمسرحي بصفة خاصة، كما أن ذلك يقتل الموهبة الفنية، فالصدق في ممارسة الفن المسرحي هو معايشة قضايا المجتمع وانتقاد الوضعيات غير الشرعية والتعبير عن هموم المواطن وحاجياته، ومخاطبة الجمهور من القلب هو الطريق الأمثل للوصول إلى قلوب الناس، وأدعو من خلال هذا المنبر كل الفنانين إلى التنافس من أجل تقديم فن راق و نظيف يعكس، يعطي الصورة الأفضل للمنطقة و للوطن بشكل عام.