أريد برنامجا للعمل الدعوي يستثمر به الداعية ما تركه رمضان في نفوس الناس قبل أن يضيع ويطول عليهم الأمد، على مستوى المسجد، وكذلك في أماكن العمل. أشكرك - أخي الحبيب - على هذا السؤال الذي يهم كل داعية حسب ظروفه، خاصة في ظل ما يوجد من الناس من انقلاب للقلوب وانفلات للشهوات بمجرد انقضاء شهر رمضان، وكأن الناس كانوا في سجن وخرجوا منه، مع أن الأصل أن الأمر كان ينبغي أن يكون عكس ذلك؛ فالحسنة تجر أختها. وإزاء هذا الأمر يمكن أن نرصد عدة أمور هامة منها: أولا- تقلص دور الدعاة بعد رمضان؛ فالملاحظ أن الدعاة بمجرد انتهاء شهر رمضان يتقلص دورهم كثيرا، وربما يختفي بعضهم فلا يجده الناس بينهم كما في رمضان؛ وهو ما يترك أثره عند الناس. ثانيا- استعداد الناس وتهيؤهم لشهر رمضان له دور كبير في هذا الأمر، والاستعداد هنا أقصد به الاستعداد النفسي والإيماني والاستعداد الدنيوي؛ فالنفوس في رمضان تكون أكثر تقبلا للنصيحة، وأكثر إقبالا على الطاعة من غيره من الأيام، ثم نجد الناس يقلصون ساعات عملهم وربما يؤجلون أشياء كثيرة ويفرغون رمضان للطاعة فقط؛ وهو ما لا يمكن القيام به في غير رمضان. وهذه بعض النصائح العامة التي نراها لعلاج هذه الظاهرة: - حرص الدعاة على الاستمرار والتواجد بين الناس بعد رمضان كما كانوا في رمضان. - الارتباط بالرمضانيين، أي الذين يأتون للمسجد خلال شهر رمضان فقط، والاهتمام بهم بصورة فردية ومباشرة، والأخذ بأيديهم للطاعة بعد رمضان. - التأكيد على أهمية الثبات على الطاعة والاستمرار عليها. - ربط الناس بروح الطاعة والعبادة، وليس بوقتها؛ فرب رمضان هو رب غيره من الشهور. - الاهتمام بتوضيح آداب العيد، وعدم ترك الناس للانغماس فيما يحدث من مخالفات في الأعياد؛ وهو ما يؤدي لقسوة القلب والبعد عن أسباب الطاعة. - عمل برامج ولقاءات مسجدية منظمة بنفس الروح والاهتمام الذي يوجد خلال شهر رمضان. - تنمية روح شمولية العبادة لدى الناس، وأن يكون لهم نية صالحة في كل عمل يقومون به، حتى ولو كان عملا دنيويا حتى يكون لهم فيه أجر. فالإنسان وجد لاستخلاف الأرض وعمارتها، وليس للعبادة فقط. - توعية الناس من مصائد الشيطان ومكائده، خاصة بعد أيام الطاعة والعبادة، ومحاولته إفسادها على الناس - الاستفادة من الأفراد المحافظين على الصلاة وتفعيلهم في دعوة المقصرين، والأخذ بأيديهم للطاعة. وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يعيننا على الثبات على طاعته، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وأرجو أن تطالع هذا الملف: