ذكر موقع الجزيرة أن صحيفة يونغا فيلت الألمانية الصادرة الخميس 2 أكتوبر 2008 أن معارضة معظم دول غرب وجنوب أفريقيا إقامة قاعدة بحرية كبيرة للأسطول الأميركي في دولة سوتامي، دفع الولاياتالمتحدة لنقل مقر قيادة قوتها العسكرية لأفريقيا (أفريكوم) بشكل دائم إلى شتوتغارت بغرب ألمانيا. وقالت الصحيفة إن دوائر المحافظين الجدد في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هم من اقترحوا إقامة هذه القاعدة للسيطرة على منابع النفط في منطقة خليج غينيا الممتدة من ليبيريا إلى أنغولا، وتأمين واردات النفط الأميركية من نيجيريا التي تمثل 17% من إجمالي الواردات النفطية للولايات المتحدة وتزيد على ما تستورده من نفط شبه الجزيرة العربية. وأشارت الصحيفة إلي أن قوتين إقليميتين رئيسيتين في المنطقة هما جنوب أفريقيا ونيجيريا أظهرتا معارضة شديدة للخطة الأميركية، واعتبرتا أن الولاياتالمتحدة تريد استغلال (حربها ضد الإرهاب)، كغطاء لتكريس تواجدها العسكري بشكل دائم في أفريقيا، والزج بدول القارة في إستراتيجيتها العدوانية العالمية. ونوهت يونغا فيلت بأن وزارة الدفاع الأميركية اتخذت قرارها بنقل مقر قيادة (أفريكوم) إلي شتوتغارت بعد رفض جميع دول غرب وجنوب أفريقيا خباستثناء ليبيرياخ استضافة قيادة القوة فوق أراضيها. ولفتت إلى أن ريبة الدول الأفريقية وتحفظها من (أفريكوم)، أفشل مخططا لواشنطن لاستغلال هذه القوة، في حملة دعائية ضخمة لتغير الصورة السلبية السائدة عن الجيش الأميركي، عبر وضع كل مشاريع المساعدة المدنية الأميركية في العالم تحت قيادة أفريكوم. وأوضحت أن عددا كبيرا من الدول الأفريقية عبروا عن تخوفهم من عسكرة هذا المشروع مستقبلا، في حين اعتبرت الخارجية الأميركية أن كافة أعمال المساعدات المدنية تندرج ضمن اختصاصاتها. ورأت الصحيفة الألمانية أن الإعلان رسميا عن بدء عمل أفريكوم في شتوتغارت يعني أن العالم يعيش أجواء حرب عالمية مفتوحة بعد أن قسمته الولاياتالمتحدة إلى شبكة عسكرية خاضعة لها تخلو من الفجوات. وأوضحت يونغا فيلت أن هذه الشبكة التي اكتملت حلقاتها بتدشين عمل أفريكوم ستصبح سادس قوة أميركية للتدخل الإقليمي في العالم بعد خمسة قوى مماثلة سبقتها هي نوردكوم لأميركا الشمالية، وثاوثكوم لأميركا الجنوبية والوسطى، وأويكوم لأوروبا وروسيا، وسنتكوم للشرقين الأدنى والأوسط وأفغانستان وآسيا الوسطى وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وباكوم للمحيط الباسيفيكي والصين.