انتقل إلى عفو الله يوم السبت 27 شتنبر 2008 الموافق 26 رمضان، بالرباط الدكتور عبد الكريم الخطيب أحد الوجوه البارزة في حركة المقاومة وجيش التحرير وذلك عن عمر يناهز87 سنة . ويعتبر الفقيد أحد قادة الحركة الوطنية حيث ساهم بالخصوص في تشكيل قيادة جيش التحرير المعروفة بلجنة تطوان والتي آمنت بفكرة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار. كما تجسدت الروح الوطنية للراحل من خلال انخراطه النضالي الميداني حيث كان يباشر عملية معالجة المقاومين المصابين في العمليات الفدائية ضد الاستعمار ويتولى توفير الدعم المالي لخلايا المقاومة . ولم يتوقف الدور الذي قام به الراحل عند المستوى الوطني بل عمل رفقة رجالات الحركة الوطنية على دعم ومساندة حركات التحرير بالمغرب العربي إيمانا بوحدة المصير المشترك. كما ساهم مساهمة فعالة في دعم حركات التحرر في افريقيا خاصة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بجنوب إفريقيا بقيادة زعيمه نيلسون مانديلا . وكان الراحل رئيسا لأول برلمان سنة 1963 حيث استمر في هذا المنصب إلى غاية يونيو.1965 وفي سنة1957 أسس الدكتور الخطيب إلى جانب المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية قبل أن يؤسس سنة1967 حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية . ويعتبر الفقيد ، وهو أول طبيب جراح (1951) بالمغرب، من مؤسسي الكشفية الحسنية والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ورابطة العالم الاسلامي . وفي سنة 1996 انضم أعضاء في حركة التوحيد والإصلاح (حركة الإصلاح والتجديد آنذاك) في حزب الخطيب الحركة الشعبية الدستورية الذي تحول إلى حزب العدالة والتنمية وتولى الخطيب أمانته العامة إلى غاية2004 قبل أن يتم اختياره رئيسا مؤسسا للحزب، وهو المنصب السياسي الذي ظل يشغله إلى حين وفاته. ويشهد للخطيب عندما كان عضوا في اللجنة التي عينت لوضع أول دستور سنة ,1962 أنه أول من حرص على التنصيص على إسلامية الدولة وتضمين إمارة المؤمنين في بنود الدستور المغربي. وبهذا المصاب الجلل تتقدم حركة التوحيد والإصلاح وجريدة التجديد بالتعازي الصادقة والمواساة القلبية إلى أسرة الفقيد، وعلى رأسها نجله الدكتور عمر الخطيب، راجين من الله جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والاحتساب. و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.