جرت بعد عصرأمس الأحد بمقبرة الشهداء بالرباط, بحضور الأمير مولاي رشيد, مراسم تشييع جنازة الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب, الذي وافته المنية مساء أول أمس السبت بالرباط عن عمر يناهز87 سنة. وعقب صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء, نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى بحضورالوزير الأول السيد عباس الفاسي ومستشاري الملك محمد السادس السادة محمد معتصم وعبد العزيز مزيان بلفقيه وعباس الجراري, والسيد محمد رشدي الشرايبي عضو الديوان الملكي وعدد من أعضاء الحكومة. كما حضر هذه المراسم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وزعماء الأحزاب السياسية وعدد من البرلمانين والمنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية. وتليت بالمناسبة آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الراحل عبد الكريم الخطيب ورفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويشمله بجميل غفرانه. وفي الختام تلا السيد محمد معتصم نص برقية التعزية التي بعثها الملك محمد السادس إلى أسرة الفقيد, والتي عبر فيها عن أحر التعازي وأصدق المواساة لأرملة الفقيد ولأنجاله ولكافة أهله وذويه, ولأسرة المقاومة وجيش التحرير, ولأسرته السياسية, والشعب المغربي قاطبة. نبذة موجزة عن الدكتور الخطيب كان الراحل أحد الوجوه البارزة في حركة المقاومة وجيش التحرير, وتقلد العديد من الحقائب الوزارية بعد الاستقلال منها على الخصوص الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية, ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية, كما شغل أيضا منصب وزير الصحة, ووزير دولة. ويعد الفقيد أحد قادة الحركة الوطنية حيث ساهم بالخصوص في تشكيل قيادة جيش التحرير المعروفة بلجنة تطوان. ولم يتوقف الدور الذي قام به الراحل عند المستوى الوطني بل عمل رفقة رجالات الحركة الوطنية على دعم ومساندة حركات التحرير بالمغرب العربي إيمانا بوحدة المصير المشترك. كما ساهم مساهمة فعالة في دعم حركات التحرر في إفريقيا خاصة حزب المؤتمر الوطني الافريقي بجنوب إفريقيا بقيادة زعيمه نيلسون مانديلا . وكان الراحل رئيسا لأول برلمان سنة1963 حيث استمر في هذا المنصب إلى غايةينيو 1965. وفي سنة1957 أسس الدكتور الخطيب إلى جانب المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية قبل أن يؤسس سنة1967 حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية . ويعتبر الفقيد ، وهو أول طبيب جراح (1951 ) بالمغرب ، من مؤسسي الكشفية الحسنية والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ورابطة العالم الاسلامي . وفي سنة1996 أسس الفقيد حزب العدالة والتنمية الذي تولى أمانته العامة إلى غاية2004 قبل أن يتم اختياره رئيسا مؤسسا للحزب, وهو المنصب السياسي الذي ظل يشغله إلى حين وفاته.