منذ ساعات الفجر الأولى بدأت قوافل المصلين من الضفة الغربية بالتوافد على حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين مناطق الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان (5-9-2008) في المسجد الأقصى، إلا أن معظمهم لم يتمكن من المرور بسبب الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال على الدخول، رغم إعلانها المسبق خلال الأيام الماضية عن إدخال تسهيلات على مرورهم. وحسب شهود العيان تحدثوا للشبكة الإعلامية الفلسطينية على الحاجز فقد منع الجيش الإسرائيلي دخول المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 45 عاماً من النساء و50 عاماً من الرجال، ولم تسمح إلا من يحمل تصاريح خاصة بالمرور، وذلك خلافاً لما أعلنته المصادر الرسمية الإسرائيلية يوم أمس. وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد نقلت عن الشرطة الإسرائيلية العامة أنه سيسمح لسكان المناطق الفلسطينية من الرجال المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والأربعين والخمسين عاماً بدخول الحرم القدسي مع التصاريح اللازمة بينما يسمح للرجال في الخمسين من العمر فما فوق بدخول الحرم بدون تصاريح. كما أعلن انه سيسمح للنساء المناطق الفلسطينية المتزوجات واللاتي تتراوح أعمارهن بين الخامسة والثلاثين والأربعين سيسمح لهن بالدخول مع التصاريح اللازمة. وقد اندلعت مواجهات على حاجز قلنديا بين مئات المواطنين وبين قوات معززة من جيش الاحتلال التي استخدمت الرصاص والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لمنعهم من التقدم باتجاه القدس، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق. وقد شهدت مدينة القدس منذ ساعات الفجر الأولى إجراءات عسكرية مشددة للغاية في كافة أحيائها وخاصة في محيط الحرم القدسي الشريف وشوارع البلدة القديمة وفي الأسواق أيضاً، حيث انتشر الآلاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين والخيالة الذين نصبوا الحواجز وقاموا بتفتيش المصلين بصورة دقيقة. وعلى الرغم من التشديدات التي فرضتها شرطة الاحتلال على المصلين، إلا أن الآلاف من فلسطينيين المناطق المحتلة عام 1948 وسكان مدينة القدس، تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى وخاصة عبر بوابتي باب العامود والأسباط بعد أن ضيقت شرطة الاحتلال على حركتهم ومنعت حافلاتهم من الاقتراب باتجاه منطقة الحرم، مما اضطر الشيوخ وكبار السن إلى المشي مسافات طويلة قبل الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأولى في شهر رمضان.