كشفت تفاصيل ملف بلعيرج، المعلن عنها لحد الساعة سواء في المغرب أو خارجه عن أزمة في التحليلات العالمية لطبيعة ما يوصف بـ التنظيم الإرهابي الذي تزعمه، بحيث تشير بعض التحليلات إلى أن الأمر يتعلق بنوع جديد من الإرهاب يمكن توصيفه حسب مسؤولي استخبارات أوروبيين بـ العصابة الإرهابية القابلة للتأجير من أي كان. وقال سباستيان روتيلا أحد كتاب جريدة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في مقال نشر قبل يومين، إن بلعيرج حالة نادرة وغامضة لنوع من الوسطاء تحتاج إليه شبكات الإجرام والتطرف والجاسوسية، ونقلت الجريدة عن خالد الزروالي، وهو مدير مركزي بوزارة الداخلية بالمغرب، أن الأمر يتعلق بنموذج للعصابات التي تجمع بين الجريمة والإرهاب، وأضاف الزروالي أن هذه الخلية اشتغلت بـ نفس انتهازي، وقد يتضح ذلك من خلال ربط علاقات مع جماعات متعددة من القاعدة إلى الشيعة، ومقصدها كان مصلحتها وليس الاعتبارات الإيديولوجية. وصرح مسؤول استخباراتي أوروبي للجريدة ذاتها أن الجرائم الست المرتكبة ببجليكا سنتي 1988 و,1989 والتي ظلت ألغازاً إلى أن اعتراف بلعيرج بارتكابها، تكشف أن الأمر يتعلق بـ قاتل محترف يذكر بالقتلة في المسلسلات التلفزيون المشهورة. ويعتقد أن جرائم سنة 1989 كانت جزء من حملة دولية دعمت خلالها إيران مجموعات إرهابية ضد إسرائيل والعربية السعودية، فالإمام السعودي المقتول ببلجيكا انتقد فتوى الخميني الذي أهدر فيها دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي، وقد استجوب بلعيرج ضمن الأفراد الذين استمع إليهم المحققون في عملية ذبح الإمام السعودي، لأنه كان يرتاد المسجد الذي يصلي فيه، وعنصر نشيط في الدوائر المؤيدة لإيران، ولكنه لم تتم مقاضاته. وحسب الجريدة الأمريكية فقد أبدى بلعيرج مرونة في معتقداته الإيديولوجية، وكان ناشطا في التنظيمات السنية المتشددة المنتشرة من الجزائر إلى أفعانستان، وكان متخصصاً في توفير الأسلحة والأموال، وهو ما جعل دوره مهماً يتجلى في جلب الأموال من عند مليونيرات في السعودية وحملها إلى تنظيم القاعدة، وفي أواسط عقد التسعينيات صار مخبراً لدى المخابرات البلجيكية. وعن روابطه مع القاعدة، ذكر المحامون والمحققون أن تناول العشاء مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري أسبوعين قبل وقوع أحداث 11 شتنبر، وقال المحققون المغاربة إن مسؤولي القاعدة كلفوه بمهمة محددة. وبعد أحداث 11 شتنبر خدع بلعيرج مسؤوليه في المخابرات البلجيكية بتوفرها على اتصالات مع القاعدة، وقالت جهات مسؤولة في محاربة الإرهاب ببجليكا إنه استفاد من صفته الاستخباراتية للتلاعب بمرؤسييه، ومساعدة مجموعته في أوروبا والمغرب على تخزين الأسلحة وشن عمليات سرقة وإطلاق النار والهروب من السجن. وقد نقلت لوس أنجلوس تايمز عن مسؤول بلجيكي في مصالح محاربة الإرهاب أن ثمة احتمالين هما أن يكون رؤساء بلعيرج قد جهلوا ما يفعل وهذا سيء، أو أن يكونوا على علم بذلك وهذا أكثر سوءا يضيف المتحدث نفسه، إلا أن المسؤولين البلجيكيين أنفسهم يقولون إن بلعيرج كان يقوم بعمله التجسسي بـ جدية، وقد ساعد على إنقاذ أرواح بشرية، حيث حذر من نشاط خلية تابعة للقاعدة قبل 3 إلى 4 سنوات ببريطانيا، مما ساعد سلطاتها الأمنية على إحباط ما تحضر له، كما أن لجنة بالبرلمان البلجيكي كشفت بأن بلعيرج عمل لصالح أكثر من جهاز مخابرات أجنبي، ويعتقد أنه كان عميلاً مزدوجا أو أكثر للمصالح الفرنسية والبريطانية والأمريكية، وذلك بحثا عن أرباح حسب أحد المحققين.