تلقت مدينة مراكش ما اعتبر ضربتين موجعتين في قطاعي السياحة والرياضة، الأولى حين أعلنت صحيفة فرنسية أن السياح الفرنسيين يفضلون مدينة الجزائر العاصمة على المدينة الحمراء، والثانية حين أعلن نادي أنتر ميلانو الشهير تراجعه عن إقامة أكاديمية لكرة القدم بمراكش؛ هي الثانية من نوعها في العالم، ونقلها إلى مدينة موناستير التونسية. وفي الموضوع الأول قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن مدينة الجزائر احتلت المرتبة الأولى في ترتيب الموقع الإلكتروني السياحي المتخصصسحابي، مشيرة أن الفرنسيين أصبحوا يبحثون عن تكاليف أقل فيما يخص السفريات القريبة، وهو ما يجدونه في كل الجزائر، على خلاف مراكش وتونس وبرشلونة ولشبونة. وكشفت أن هذا الترتيب جاء بعد إحصاء حوالي 60 ألف بحث للسفر ذهابا وأيابا قام به أشخاص على الشبكة العنكبوتية ما بين 15 يونيو و30 يوليوز ,2008 كما شمل البحث 20 وكالة أسفار و330 شركة طيران.وفي الوقت الذي ضخمت بعض الصحف الجزائرية هذا الإنجاز، شككت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية في هذا الترتيب، معتبرة في مقال لكاتبة فرنسية شابة هي ميلاني ماتاريزي أن دولة الجزائر لا يزورها أكثر من 400 ألف سائح سنويا، بالرغم من أن المسؤولين يضخمون الرقم ويوصلونه إلى 2 مليون سائح ، في الوقت الذي يزور المغرب 8 مليون سائح حاليا، وربما 10 مليون في سنة ,2010 كما قالت إن الجزائر العاصمة لا تملك من المؤهلات السياحية والأمنية والبنيات التحتية ما تنافس به مدينة مراكش أو باقي المدن المذكورة، وأضافت أن نتائج الإحصاء لا تعني أن من قاموا بالبحث جاؤوا إلى العاصمة، وحتى إذا ما جاؤوا فأغلبهم من المهاجرين الجزائيين بفرنسا . إلى ذلك ذهب مهنيون مغاربة في قطاع السياحة إلى التقليل من أهمية النتائج المعلنة، لكن اعتبروا الأمر، إن كان حقيقيا، بمثابة ناقوس خطر يجب الانتباه إليه، خصوصا في الوقت الذي أصبح يتحدث عن تراجع عدد الليالي المبيتة بالمدينة، منبهين إلى بعض الهفوات المرتكبة أثناء تحديد أثمان السفر أو تأخر الطائرات ، وطرق استقبال السياح. وأشار بعضهم إلى أن مدينة مراكش تحظى بسمعة عالمية وجب الحفاظ عليها ، وهي التي اختيرت من قبل قناة كندية لاحتضان الدورة الثالثة من مسابقة سيتي تشيز في نونبر القادم والتي يشاهدها أكثر من 100 مليون متفرج من 150 دولة ، كما اختيرت لاحتضان المسابقة العالمية الكبرى لسباق السيارات السنة المقبلة. من جهة ثانية تأسف عدد من المهتمين بالرياضة بمدينة مراكش على ضياع فرصة احتضان المدينة لمدرسة كروية عالمية من عيار فريق أنتر ميلانو الايطالي، آملين أن يستغل بعض محبي ومسئولي فريق الكوكب المراكشي علاقتهم بالنادي الإيطالي من أجل إعادة الطلب. كما عبر بعضهم عن امتعاظه لكون المسؤولين بالمدينة أصبحوا يولون أهمية كبرى للمسائل المادية التي يستفيد منها القلائل والبنوك، وذلك على حساب التنمية البشرية ، معتبرين أن أكاديمية من ذلك النوع كانت ستصبح ليس فقط بمثابة قاطرة للرياضة المغربية، ولكن أيضا للسياحة والساكنة والشباب، وهو الشيء الذي يتجاهله المسؤولون في كل مخططاتهم.