خصصت اليومية الفرنسية «لوجورنال دو ديمونش» تحقيقا صحفيا نشر يوم أول أمس الثلاثاء حول حقيقة الأزمة السياحية والعقارية التي تعرفها مدينة مراكش وانعكاس ذلك على الاستثمارات الأجنبية واستقرار رؤوس الأموال بها، وكذا على التدفق المستمر للفرنسيين الذين يختارون المدينة الحمراء وجهة جديدة للبحث عن حياة اجتماعية بأقل كلفة مما تعرفه حاليا فرنسا وأوربا. واستنادا إلى معطيات توصلت إليها الصحفية كارين لاجون، مبعوثة اليومية الفرنسية إلى المدينة الحمراء، فإنه يحصل أحيانا أن يتقدم 500 فرنسي في اليوم الواحد لوضع طلبات تسجيلهم بالقنصلية الفرنسية بمراكش بالرغم من الحديث عن الأزمة العالمية التي تضرب العقار والسياحة وعالم المال والأعمال. وأضاف تحقيق يومية «لوجورنال دو ديمونش» أنه لمن أراد أن يستقر في مدينة يوسف بن تاشفين عليه اتباع مقولة: «ليس هناك داع أو حاجة إلى الحلم، بل إلى أشياء ملموسة للاستقرار بمراكش»، وأن هذه المدينة مازالت تتوفر على جاذبية خاصة بالرغم من الأزمة الخانقة السائدة في الولاياتالمتحدة وأوربا. ونقل نفس المصدر الصحفي أن العديد من الكفاءات الفرنسية في مجال السياحة والعقار تفضل الاتجاه إلى مراكش، معتمدة على معادلة أصبحت سارية المفعول تقول: «كان علينا أن نختار بين لا شيء وبين مراكش»، لتبيان حجم تضاؤل فرص الشغل بفرنسا وارتفاع كلفة الحياة، في وقت تسجل فيه القنصلية الفرنسية بمراكش قرابة 4000 آلاف فرنسي مستقر بشكل دائم مع حوالي 7 آلاف غير مسجلين، فيما يرتفع هذا الرقم إلى قرابة 12 ألفا يستثمرون بشكل أو بآخر بمدينة مراكش. هذا، وكشفت اليومية الفرنسية أن الحديث عن وجود الأزمة من عدمها بمراكش يحتمل أكثر من قراءة، فمن جهة هناك 70 في المائة من الدور العتيقة التي استثمر فيها الأجانب أموالا طائلة، هي الآن معروضة للبيع لدى الوكالات العقارية وعلى الأنترنيت، أما السياح الأجانب فأغلبهم لم يعد يشتري الصناعة التقليدية ويكتفي بأيام عطلة بدون نفقات شراء زائدة بسبب الأزمة، ومن جهة أخرى هناك ما سمته «لوجورنال دو ديمونش» ب»القراءة الأقل درامية»، وهي التي يفضل عدد من المراكشيين استعمالها لمواجهة أسئلة الأزمة. وفي تصريح لليومية الفرنسية، اعتبر محمد عادل بوحاجة، رئيس جمعية المنعشين العقاريين بمراكش، أن الأزمة «هي شيء نفسي أكثر منه واقع ملموس»، مضيفا أنه ليس هناك ورش بناء متوقفا عن العمل، كما أن العاملين في البناء تضاعفت أجرتهم، وأن الشيء الوحيد الذي تغير هو أن البيع كان يتم بشكل يومي، في حين الآن لبيع شقة يلزم الانتظار 3 أيام، حسب قوله. إلى ذلك، اعتبر مقال «لوجورنال دو ديمونش» أنه لم يعد هناك مكان فارغ للطبقات الوسطى الفرنسية، وأن زمن أثمان العقار الفاخر الذي كان يشتريه الفرنسيون بسقف لا يتعدى100 ألف أورو بحي كًيليز انتهى، وأنه للشراء بهذه الميزانية على الأجنبي أن يتجه نحو الضاحية المراكشية البعيدة عن وسط المدينة، وأن «قانون المشتري تفوق بمراكش على قانون البائع، وأنه حاليا بإمكان أي كان أن يفاوض على ثمن شراء عقاره عكس الماضي القريب»، على حد تعبير فيليب، وهو فرنسي صاحب وكالة عقارية بالمدينة الحمراء.