فعندما أرى شخصية أو بلدا أو هيئة أو جماعة تتمثل الإسلام الصحيح وتنظر في أفعالها تجد أن هناك قصورا كبيرا وبعدا عن التطبيق الحقيقي.. وعند الخطأ تجد من يتهجم على تلك الجهة ويقول هم لا يمثلون الإسلام.. فمن يمثل الإسلام إذن إذا كانت كل جهة تتهم الأخرى بأنها لا تمثل الإسلام؟ أولا التمثيل الكامل للإسلام لا يوجد إلا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والمسلمون يتقربون ويبتعدون من الصورة الحقيقية والكاملة للإسلام بحسب مذاهبهم وعصورهم وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب) وهناك عدد من الأحاديث الأخرى التي تفاضل بين المسلمين بأشخاصهم أو طوائفهم أو حتى بلدانهم وقبائلهم. وإذا سلمنا بأن المسلمين بعضهم أفضل من بعض فمعنى هذا أن بعضهم أقل من بعض وهذا لا يكون إلا بدرجة القرب أو البعد من التمثل الحقيقي والتمثيل الحقيقي للإسلام في صورته الكاملة. فالذي يجب علينا أن نسلم به أن من تمسك بعقيدة الإسلام الصحيحة وبثوابته وقطعياته وغلبت محَاسنُهُ مساوئَهُ وغلبت فضائله رذائله فهو مسلم حقيقي ومسلم فاضل ونعتز به والكمال لله وحده والعصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فلذلك لا ضير إذا وجدت في بعض طوائف المسلمين وأفرادهم بعض النقائص والعيوب ووجدت نقائص وعيوبا أخرى في سواهم. مع العلم أنه يجب السعي دائما إلى ما هو أرقى وأحسن لكن كما قال الله تعالى: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) وكما قال: صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا).